السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إلى الدكتور الفاضل محمد عبد العليم، تحياتي لك، ولجميع العاملين بموقع إسلام ويب، راجين الله لكم المزيد من التقدم والنجاح.
أنا صاحب الاستشارة رقم: 2141674 وأشكرك لردك على رسالتي.
دكتور –الحمد لله- حالتي تتحسن، ولو ببطء، وأنا حاليا مازلت بلا عمل برغم حصولي على الشهادة الجامعية, ومازالت الأفكار تغزوني من حين لآخر،
وخصوصا الأفكار التي تتعلق بالموت كما ذكرت لك سابقا، فتأتيني أفكار بأننا كيف ستكون حالنا بعد الموت، وكيف أننا سنترك أيامنا الجميلة في الدنيا، وطبعا أمور الموت كالصراط، والحساب، ويوم القيامة كلها أمور تخيفني، وتزعجني عند التفكير بها مع محاولتي جاهدا كي أصرف التفكير عنها، وكما قلت لك سابقا أن عقلي لا يتقبل فكرة الموت, لا أدري لماذا؟
هل هي مشكلة في العقيدة لدي مع أنني مداوم على صلاة الفجر في المسجد، والحمد لله؟ أم أنها مجرد وساوس من الشيطان؟ أم أنها حالة مرضية، وأتمنى أن تكون عابرة، وأتمنى أن أتخلص منها، ولا أتذكرها أبدا بعد ذلك؟ أم أن عقلي قد خزن مفاهيم خاطئة عن هذه الحياة؟ وهل هذه المفاهيم تحتاج إلى تعديل؟ والوساوس التي ذكرتها لك تزداد عندما أصاب بحالات عضوية كما ذكرت لك في استشارات سابقة، فمثلا تزداد عندما أكون أعاني من إمساك، أو إسهال، أو خمول، أو عدم انتظام نوم، وأعتقد أن كل ما يؤثر على جهازي العصبي له دور كبير في الوسواس (وقد صنفت حالتي بأنها من الحالات النفسية العصبية)، كما أن المشاهد الدموية تزيد من حالتي، فبالأمس، وأنا كنت أشاهد ما يحدث في بلدي سوريا، والمجزرة التي راح ضحيتها أطفال أبرياء زادت عندي الوساوس والتفكير بالموت، وما إلى ذلك..
أنا بطبعي كما ذكرت لك سابقا أنني حساس،لكن -يا دكتور- أريد منك نصيحة حتى أنتهي من هذه الحالة نهائيا، أريد حلا لمشكلة عدم اقتناعي بفكرة الموت، والخوف منه، وهل سأصل إلى الشفاء مع الوقت؟ وكما ذكرت لك إن دوائي السيرترالين, وطبيبي قال لي إنني وصلت إلى مرحلة الشفاء التام، وإنني أستطيع أن أستخدم الدواء عند حاجتي له وقال لي: ( أنت الآن أصبحت طبيب نفسك)..لكن الوساوس لا تزال تغزوني، ولو بنسبة أقل من قبل، لكنها ما زالت مزعجة جدا بالنسبة لي، والآن وبما أنني في المراحل الآخيرة للحالة أريد حلا نهائيا؛ لأن الحالة بسبب طول مدتها خزنت معلومات ذكريات سيئة في عقلي الباطن عن هذه الحياة، وهذه الذكريات تطفو بين كل فترة، وفترة، وأستطيع أن أشبه هذه الأفكار، والذكريات مثل ومضة الضوء التي تأتي فجأة، صحيح أنها قصيرة، ولا تتجاوز الثواني، لكنها مزعجة جدا.
أنا أعلم أن هذه الوسواس تافهة، وليست ذات معنى لكنني أشبه عقلي كمن يكذب الكذبة، ويصدقها بنفس الوقت يعني يوهم لي بأن الحياة سيئة ويجعلني أصدقها مع أنها وهم.
هل من كثرة الوساوس سأصاب بالجنون؟ وما هو وضع حالتي الآن؟ هل هي بسيطة؟ وهل هناك أمل بالشفاء؟
دكتور: أنا كل ما أريده أن أعود طبيعيا مثل كل الناس، وأن أتخلص من هذه الحالة إلى الأبد فما هي نصيحتك؟ وهل سأظل أتناول الدواء للأبد (لا قدر الله)؟
وشكرا لك.