السؤال
السلام عليكم دكتور محمد
كيف حالك؟ أرجو أن تكون على أتم حال من الصحة والعافية.
أنا صاحب الاستشارة (2138186), وقد أرسلتها منذ فترة, وقد رددت علي مشكورًا, وقد شخصت حالتي بأني أعاني من القلق الوسواسي, وهذا بصراحة أفضل وصف لحالتي,وفعلاً فإن ما أعاني منه هو الوساوس والقلق, واتصلت بطبيبي منذ فترة وأكد لي أنني وصلت إلى حالة الشفاء التام, وقد أكد كلامه حين رآني آخر مرة في العيادة, وسألته عن الإحساس المزعج والوساوس التي أشعر بها حاليًا, فقال لي: إن هذه الأحاسيس طبيعية؛ لأنني الآن في مرحلة ما بعد التخرج من الجامعة, وفي مرحلة البحث عن العمل, وقال: إن الشاب في هذه المرحلة يكون مهمومًا حوله كثير من الأمور, مثل البحث عن العمل, والتفكير في الزواج, وغير ذلك من الأمور.
لكن قد أزعجتني جدًّا هذه الأفكار؛ حيث تأتيني أفكار مثلاً بأن هذه الحياة ليست جميلة, وبأننا راحلون لا محالة, فلا أحس بأي لذة بفعل أي شي (فلا أحس بلذة في الطعام, ولا في مشاهدة التلفاز, ولا في أي شيء بسبب هذه الوساوس, وكأن شخصًا بداخلي يكلمني ويذكرني دائمًا بهذه الوسواس كلما نسيتها, وكأنه يقول لي: إننا راحلون من هذه الدنيا فلماذا نستمتع؟!), لذلك تجد أنها دائمًا موجودة في تفكيري, وهذا السبب يزعجني, وبالطبع هذه الأفكار تجعلني لا أشعر بالسعادة بأي شيء, وحتى التفكير بأي شيء مخيف -مجرد تفكير- يخيفني, وأشعر بأن الأمر قد حدث فعلاً.
وأعتقد أيضًا من أسباب هذه الوساوس الحالة التي مررت بها منذ 4 سنوات تقريبًا, وقد ذكرت لك ذلك في استشارتي الأولى (2116568) عندما توفي شخص مقرب, ومنذ تلك الحادثة صرت أخاف من الموت, ودائم التفكير فيه, وقد زادت الوساوس بسبب ذلك, وقد تطور ذلك إلى حالة رهاب, وكل ذلك قد ذكرته لك في استشارتي الأولى, وأنا حاليًا لا أطيق أن أفكر بالموت, وأصبح عقلي لا يتقبله أصلاً, حتى بالتفكير في الأمور الكونية التي تدل على قدرة الله, وعندما أرى مشاهد قوية وخطيرة تصيبني نوبة رهاب, لا ادري هل هذا جبن أم أن هذا بسبب القلق الوسواسي؟
أريد أن أذكر هنا أني سألت الطبيب عن حالتي فقال لي: إن هذه الوساوس تأتيني من اللاوعي, ونصحني أن أكتب ما يزعجني على ورقة حتى أخرج تلك الأفكار من عقلي الباطن إلى تلك الورقة.
وإن الوساوس تهاجمني فجأة وبدون سبب, وبأجزاء من الثانية أحس أني انزعجت, مع أني أحاول أن أتجاهلها وأحقرها, حتى إن الوساوس تصيبني عندما أسمع أن إنسانًا انتحر فأخاف على نفسي, وأخاف أن أؤذي نفسي, وكما قلت لك: إن الوساوس تجعلني أشعر بالأمر كما لو أنه حدث فعلاً, وأود أن أذكر نقطة مهمة, وهي أن الوساوس السلبية يتم مقاومتها بوساوس وأفكار إيجابية, وهذه عن تجربة, لكن -يا دكتور- لا أريد مجرد التفكير بالوساوس السلبية, ولا أريد شيئًا يردها؛ لأن السلبية عندي تغلب الإيجابية, وهذا ربما بسبب أنني أخاف على نفسي من أي شيء, وذو طبع تشاؤمي منذ الصغر.
وأخيرًا –دكتور- أود أن أقول لك: إني أتحسن شيئًا فشيئًا – والحمد لله - وإني أمارس الرياضة بانتظام, ولكن في هذه الفترة التي أبحث فيها عن عمل وجلوسي في البيت والملل ربما قد تكون زادت عندي هذه الحالة, وربما أن الأوضاع عندنا في سوريا قد أثرت علي, كما أثرت على معظم الناس, وأسأل الله العظيم أن يفرج عنا وعن بلدنا سوريا, وخصوصًا أنني إنسان حساس, وأضخم الأمور أكثر مما يجب, كما يقول لي البعض, وإني عجول, وأريد حاجتي فورًا, وعديم الصبر بمثل هذه الأمور, وهذه الأمور لدي منذ صغري, فما هي نصيحتك لي -يا دكتور-؟
وهل هذه الحالة عابرة -بإذن الله-وستزول؟
وهل يحتاج عقلي إلى تعديل مفاهيم حيث إن ما حدث لي جعلني لا أتقبل الموت في هذه الحياة, وجعلني أفكر بأشياء تافهة؟
وهل العادة السرية تؤثر على حالتي؟
وكيف أستطيع أن أعالجها سلوكيًا؛ حيث قال لي طبيبي إن علاجي سلوكي أكثر مما هو دوائي؟
وبالنسبة للعلاج الدوائي فأنا حاليًا أتناول سيرترالين 6.25 (أي ربع حبة 25)يوميًا, فهل أحتاج إلى تناول البروبرانولول حيث وصفه لي الطبيب مرة؟ وأنا أخاف أن أتناوله لما له آثار جانبية وتأثير على القلب.
وشكرًا لك دكتور محمد, وآسف للإطالة, لكن الوسواس جعلت حياتي جحيمًا, وأرجو أن أكون قد أوصلت الفكرة بالشكل المناسب, وأرجو أن أتلقى الرد المناسب.
وجزاكم الله كل خير.