السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أريدكم أولا أن تعلموا أني لم أقدم إليكم إلا لثقتي التامة بكم, فأنا أتابعكم منذ مدة, جزاكم الله خيرا, ومأجورون على جهودكم الجبارة.
عمري 19 عاما, ومنذ صغري وأنا حساس وموسوس, لكن قبل خمسة أشهر تقريبا أتاني خفقان سريع في القلب, لأول مرة في حياتي, وكنت أعتقد أنها سكتة قلبية, وأنا أقود السيارة في منتصف الليل متجها إلى البيت, وقفت جانبا, ونزلت كالمجنون بين السيارات في هذا الوقت المتأخر, أريدهم أن يذهبوا بي للمستشفى, لكن لم يتوقف أحد.
جلست أستجمع قواي, وأقرأ القرآن, ثم اتصلت بصديقي المقرب, ولحسن الحظ كان قريبا مني, وذهب بي للطوارئ, وأجروا لي تخطيطا للقلب, وأخبرني الطبيب بأني سليم, وليس بي إلا وهم, وأن الخفقان كان من التفكير, والسهر, والوزن الزائد, طمأنني وذهبت، منذ ذلك اليوم إلى اليوم وأنا أعيش حياة أخرى مليئة بالتشاؤم, والوسوسة, والقلق, والهلع.
يأتيني الخفقان من الهلع, ذهبت للطوارئ أكثر من 10 مرات, وفي كلها يقولون أني سليم, ومنذ تلك المدة وأنا أتوهم الأمراض, وفي كل أسبوع علة جديدة, فمثلا: أوسوس بالرعاش, وأنظر إلى يدي وأقول إنها ترتعش, وبي رعشة, وأسأل أخي هل هذه الهزة طبيعية, ومن ثم أوسوس بالأورام -حفظنا الله وإياكم- أوسوس بالسكتة, وأني لن أكمل حياتي, ولن أرَ أبنائي, ومن ثم أوسوس بأني لست في الحياة, أنا في حلم, وأنظر لأهلي وأقول من هؤلاء.
وأخيرا أوسوس بحوادث السيارات, وأنه سيحدث لي حادث وأتوفى, ولن أكمل شبابي, فقطعت أقربائي البعيدين عني لكي لا أقود السيارة, وأتذكر حوادث الناس وكثرتها.
وأنا أكبر إخواني ورب الأسرة, علما بأن أبي متوفى -رحمه الله- وأتمنى أن أكون قدوة لهم, وأكون ثقتهم التامة, لكن هذه العلة أتعبتني, وهم لا يدرون عن شيء, ولا أحد يعلم إلا الله.
أثر ذلك على دراستي وحياتي العامة, علما بأن أمي موسوسة, وأنا أتوهم الأمراض منذ أن كنت صغيرا, لكن ليس بتلك الصورة.