السؤال
السلام عليكم ورحمته الله وبركاته.
أشكركم على هذا الموقع الرائع، وأود أن أعرض عليكم مشكلتي، وهي التأتأة في الكلام.
بعض الأوقات أشعر أني أكره نفسي، وأكره حياتي وأكره لساني، فلماذا أنا هكذا؟!
التأتأة تصاحبني منذ الصغر، لكن كانت هناك فترة من فترات حياتي اختفت فيها التأتأة نهائياً، وكانت لدي ثقة قوية في نفسي؛ والسبب على حسب توقعي يرجع إلى أني كنت ملتزمة بقراءة وحفظ القرآن الكريم.
في سن الحادية عشرة وبسبب ظروف خاصة توقفت عن حفظ القرآن، وكان أسوأ قرار اتخذته في حياتي؛ لأنه غير حياتي بشكل سلبي، وعادت إلي التأتأة من جديد، ومنذ سن الحادية عشرة وإلى الآن وأنا أعاني من هذه المشكلة، وقد أثرت على حياتي الاجتماعية، وعلى علاقاتي بشكل سلبي كبير، فأصبحت انطوائية، ولا أحب الاجتماعات والجلوس بين الناس في السهرات أو المدرسة أو ما شابه.
بسبب هذه المشكلة قلت ثقتي بنفسي بعد ما كنت واثقة من نفسي في الصغر، وأصبحت غير قادرة على الاعتماد على نفسي، مع أني من الأشخاص الحريصين جداً، ومن الذين يعتمد عليهم، ومن المتفوقين دراسياً، فأنا أرسلت في بعثة إلى الخارج، والآن أدرس في كندا -ولله الحمد-
دائماً أحاول أن لا أركز على هذه النقطة التي سودت حياتي، وأحاول أن أفكر إيجابياً، وبدأت أواصل حفظ القرآن الكريم؛ لأنني أعتقد أنه هو الحل، لكن التأتأة لا زالت مصاحبة لي!
أعتقد أن لساني هو سبب تعاستي، فسبب لي الإحراج أمام الآخرين، فالأصل في شخصيتي أنني واثقة من نفسي، ولا أهاب التحدث أمام الآخرين، وهكذا كنت في الصغر عندما اختفت التأتأة عني، لكن الآن التأتأة هي السبب.
دائماً أدعو وأقرأ القرآن لحل هذه المشكلة، لكن دون جدوى! وأحياناً أشعر أني غاضبة من الله، وغاضبة من هذا القدر المزعج، والذي يسبب لي الاكتئاب والانطوائية والنقص!
ربما أني بالغت في الحديث عن هذه المشكلة، لأنها ليست تأتأة ملحوظة بشكل قوي، بل إنها ملحوظة لمن يتواصل في الحديث معي بشكل مستمر، وهذا لا يزال يزعجني؛ لأنني أريد أن أخدم الأمة الإسلامية بعلمي، وهذا هو هدفي، ولكن لكي أحقق هذا الهدف لابد من التواصل الاجتماعي، والرضا عن الذات والثقة بالنفس.
أنا عكس ذلك، ليس لأن شخصيتي هكذا بل من لساني، أعيش وحيدة في كندا، وليس لدي أي تواصل اجتماعي خارج نطاق الدراسة أو الجامعة، وهذا يشعرني بالوحدة والكآبة والنقص.
غالباً لا أريد أن أتواصل مع الآخرين؛ لأنني لا أريد الإحراج لنفسي، وهذا يزعجني جداً، وأحياناً أفكر بالانتحار بسبب هذه المشكلة.
لماذا ربي يعاقبني عن قرار اتخذته، وهو ترك حفظ القرآن وأنا في الحادية عشرة غير بالغة غير راشدة لا أفقه ما أفعل؟!
أرجو المساعده والنصيحة، ولكم خالص الشكر والتحية.