الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصيب بحالة نفسية ورفضت جهة العمل إعطاءه تقاعداً مبكراً!

السؤال

السلام عليكم

إخواني الكرام المجيبين، عمي كان مكافحاً في عمله مدة خمس عشرة سنة (القاعدة البحرية) وبعد كفاح طويل تغيب عن عمله، وتجاوز فترة الغياب المسموح، وصدر به أمر طي قيد من عمله عام 1426هـ، وسبب غيابه أنه مر بحالة نفسية، وعملنا جاهدين في أن نذهب به إلى المستشفى النفسي لكي يعطوه تقريراً طبياً بحالته، ولكنه رفض.

بعد مضي سبع سنوات استجاب لنا وذهبنا به، وأحضرنا له تقريراً بتاريخ1433/5/4هـ، والآن ذهبنا به إلى عمله لكي يعطوه تقاعداً مبكراً استناداً إلى تقاريره الطبية، فرفضوا، قلنا: لماذا؟ قالوا لأنه لم يأخذ التقرير في نفس اليوم الذي فصل فيه، وقعدنا بعد ذلك حائرين مستائين، قالوا لا يوجد حل إلا أن يأخذ حقوقه، ونحن لا نريد ذلك أبداً، وعجزنا ونحن نحاول في المستشفى أن يكتبوا له بداية المرض؛ لأنه لم يذهب إليهم من ذلك الوقت.

الآن هو في حالة من اليأس، لا نعرف كيف نجعل المستشفى يكتب له تقريراً من ذلك الوقت، ولا نعرف كيف نجعل جهة عمله تحيله للتقاعد.

أفيدوني أيها الإخوة ما الحل؟، ولكم مني كل الشكر والتقدير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد العزيز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي أتفق معك قد تكون هنالك إشكالية كبيرة في موضوع عمك، فهو قد أصيب بهذا المرض، ولم يذهب إلى العمل، ولم يذهب إلى العلاج في ذات الوقت، وهذا بالطبع جعله يفتقد المستند الطبي الصحيح الذي يشير إلى تاريخ مرضه.

أنا أتفق معك أن هذه معضلة كبيرة، والذي أعرفه من الناحية الطبية ومن خلال عملي لسنوات، وقد قابلتنا كثير مثل هذه الحالات، أن كل بلد لها نظمها ولها ضوابطها، واللجان الطبية تعمل من خلال هذه المعاير، أعتقد أن الأمر قد يتطلب أن تراجعوا اللجنة الطبية المختصة مرة أخرى، ويمكن أن يشار إلى تاريخه المرضي، مثل إذا أتاك المريض باكتئاب نفسي مطبق شديد فأنت يمكن أن تشير وبصورة تقديرية أن هذا المرض ربما أصابه منذ فترة سنة أو سنتين، وهكذا بالنسبة لمرض الفصام، لكن هذا الكلام ليس ملزماً للأطباء، الشيء الملزم هي المعايير التي وضعتها جهة العمل، وكذلك اللجان الطبية.

أيها الفاضل الكريم: راجعوا مكان عمله مرة أخرى، وكذلك المستشفى واللجنة الطبية التي قامت بالنظر في حالته، ويمكن أن تقدموا له نوعاً من الرجاء في أن يعاد النظر في حالته، هذا الذي أراه، والأمر الآخر والذي قد لا يكون له علاقة مباشرة، هو ضرورة أن يحافظ على علاجه، هذا مهم جداً، وأن لا يكون العمل أو إيقافه أو إعطاء حقوقه عاملاً في انتكاسته، فتنبهوا لهذا الموضوع، وأن تقوموا بجهدكم لتسوية وضعه دون علمه أو دون إقحامه لأي نوع من التوترات التي تؤثر عليه سلباً.

جزاكم الله الله خيراً، وأسأل الله لكم العافية، وأن تنجح مساعيكم في مساعدته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً