السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا متزوجة منذ 6 سنوات، وطوال تلك المدة لم يحدث حمل، رغم سلامة كل الفحوصات لي ولزوجي، ورغم محاولاتنا الكثيرة للحمل، وفي السنة الخامسة من زواجنا ذهبنا أنا وزوجي لأداء مناسك العمرة، ودعوت عند الكعبة، وعند قبر سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- بأن يرزقني الله ولداً صالحاً مؤمناً تقياً حافظاً للقرآن الكريم، أعلمه حب الله والرسول منذ صغره وأغرس فيه الإيمان، وأربيه تربية صالحة، ونذرت أن أسميه محمدا على اسم رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم-، وبعدها استمررت في الدعاء وطلب هذا الابن الصالح من الله، والتزمت الاستغفار وصلاة الليل.
بعد عدة أشهر وفي ليلة مولد النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- تأخرت دورتي الشهرية، فعملت تحليل حمل وكانت المعجزة والفرحة بحملي في تلك الليلة، وذبحنا خروفاً وشكرنا الله كثيراً، وطلبت من الله في ذلك اليوم أن يجعله ولداً ذكراً لأسميه محمدا وأربيه تربية صالحة، وتوسلت لله أن يعطيني هذا الولد، وأن نكون من أهل الجنة كلنا، وأول ما أفعله عند دخولنا الجنة أن أذهب لرسولنا الكريم، وأقدم له ابني هذا وأخبره: إن الله أعطانيه بعد دعاء 6 سنوات، وسميته على اسمك، وربيته تربية صالحة لندخل الجنة ونكون معك يا رسول الله.
لكن للأسف حدث لي إجهاض بنهاية الشهر الرابع، وكان عمر الحمل 116 يوماً، وقد أسقطته أمام عيني بعد آلام مخاض شديدة ونزف كثير، وحملته بيدي وكان ذكراً كاملاً واضح المعالم حتى أذنيه الصغيرتين، وأصابع يديه ورجليه وحتى أعضاءه التناسلية، وقبل عدة ساعات من إجهاضه كان قلبه ينبض بصورة طبيعية لكنه توقف بعد سقوطه، وحمدت الله وشكرته واسترجعت لأني مؤمنة بالله، وأن قضاءه وقدره هو خير لي.
سؤالي هو: هل يمكنني أن أرى هذا الجنين الذي تمنيته في الجنة؟ أم أصبح نسياً منسياً لا وجود له أبداً لا في الدنيا ولا في الآخرة؟ رغم أن عيني لن تنساه أبداً وخاصة أني رأيته، وحملته بيدي بعد سقوطه وتعلق قلبي به رغم أنه كان ميتاً.
وهل إذا طلبت من الله في الجنة أن أرى هذا الجنين، يمكن أن أراه طفلاً أمامي بصورته التي لو كتب له أن يولد ويعيش في الدنيا أن يكون عليها؟ أم أن هذا مستحيل وما أطلبه حرام؟ سمعت أن الجنين لا يكون في الجنة إلا إذا أكمل 120 يوماً، وأنا فقدته قبل ذلك بأيام، وأنا وعدت نفسي أن أول ما أدخل الجنة بمشيئة الله ورحمته أن أذهب وأبحث عنه، لكني أخشى أن ما أتمناه حلم أو حرام، وأخشى أن أبحث عنه بين أطفال الجنة ولا أجده أبداً، وأقول لربما الملائكة ستأتي وتقول: إن جنينك ذلك لم يكن شيئاً موجوداً فنسيه، أستغفر الله، أرجوكم انصحوني في مصيبتي هذه، وجزاكم الله خيراً.