السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف يمكنني معالجة الأمراض الروحية بالرقية الشرعية؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف يمكنني معالجة الأمراض الروحية بالرقية الشرعية؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ندى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يُبارك فيك، وأن يُكثر من أمثالك، وأن يثبتك على الحق، وأن يحفظك بما يحفظ به عباده الصالحين.
وبخصوص ما ورد برسالتك -ابنتي الكريمة الفاضلة-، فإن كلمة الأمراض الروحية في الواقع هي عبارة عن كلمة تداولها بعض الذين لا يعرفون النصوص الشرعية، فنحن وممَّا لا شك فيه وإن كان لها قدر من الصحة، إلَّا أنها لا تُسمى بأمراضٍ روحية بالمعنى، فهذه الأمراض الروحية كالمشروبات الروحية التي يُطلقها بعض الذين لا يعرفون نصوص الشريعة، ولكن نحن نعرف أن الإنسان فعلاً مُكوَّن من جسدٍ وروح، ولكن الروح لا تتعرض لهذه الأمراض، يعني مسألة الاعتداءات الشيطانية على الإنسان، هذه كلها تكون على الجسد، أما الروح فإنها أسمى وأبعد من ذلك، ولا يستطيع الشيطان أن ينال منها بهذه السهولة، لأن الروح من الله تبارك وتعالى، ويتعذر على أي كائنٍ أن يؤثِّر فيها إلَّا بأمر الله جل وعلا.
ولذلك تقولين: كيفية علاج الأمراض الروحية بالرقية الشرعية؟
نقول: أي مرضٍ يُصيب الإنسان في بدنه أو حتى في نفسه يستطيع أن يُعالج بالقرآن الكريم، لأن الله تبارك وتعالى قال: {وننزِّلُ من القرآن ما هو شفاء ورحمة}، وقال: {قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور}، وقال: {قل هو للذين آمنوا هدىً وشفاءً}.
فإذًا القرآن شفاء، ولكن الشفاء يتفاوت، فقد تكون الأمراض فكريَّةٍ أو عقائدية أو سلوكيةٍ فتعالجها نصوص القرآن المتعلقة بهذا الموضوع، ولكن أيضًا قد يكون هناك بعض الأمراض العضوية التي يستطيع الإنسان أن يُعالجها بالقرآن الكريم، وهذا ثابت، ففي السنة هؤلاء الصحابة الذين خرجوا ومرُّوا على حيٍّ من أحياء العرب فطلبوا منهم أن يُضيِّفوهم، فأبو أن يضيفوهم، فأصاب سيِّد القوم بلدغةٍ من عقربٍ، فقام الصحابة برقيته بالفاتحة فقط فقام، فأحد الصحابة قام برقيته بالفاتحة فقط، فقام كأنه لم يحدث له شيء، فهذا يدل على أن القرآن يؤثِّر حتى في الأمراض العضوية.
أما بالنسبة للأمر الآخر وما يتعلق بالمسِّ والحسد والسحر والجن وغير ذلك: هذه كلها تكون على الجسد، وعلاجه أيضًا في الرقية الشرعية، ولذلك النبي -عليه الصلاة والسلام- كان يرقي من العين، فرقى أصحابه، ورقى نفسه بنفسه، ورقى بعض أزواجه، كذلك رقى أبناء ابن عمِّه جعفر بن أبي طالب -رضي الله تعالى عنه- لأنهم كانوا يتأثرون بالعين، ورقى الحسن والحسين، ورقى كثيرا من أبناء الصحابة بذلك.
فالرقية الشرعية أيضًا تؤثِّر في دفع الشيطان عن الإنسان بكل صور الكيد، سواء كان مسًّا أو عينًا أو سحرًا أو حسدًا أو غير ذلك، فإن الرقية الشرعية -بإذن الله تعالى- سوف تُساعد في القضاء على هذه الأشياء، ولكن هذا يحتاج إلى:
• أن يكون الراقي صادقًا.
• وأن يكون حسن الظن بالله تعالى.
• وأن يكون قوي العقيدة.
• وأن يعلم أن الشافي هو الله.
• وأن دوره مجرد وسيلة، ولا ينظر إلى نفسه على أنه سبب في الشفاء أو غير ذلك، كما يحدث من بعض الناس أني جاءتني الحالة الفلانية وفعلتُ فيها كذا وكذا، كأن الأمر موكل إليه، هذا الفهم الخاطئ قد يحرم الراقي من هذا التوفيق.
• أن يلتزم الرقية الشرعية، بنصوصها الواردة في الكتاب والسنة، ولا يحاول أن يستعين بالجن ولا بغيره.
وثبت من الواقع والتجربة -ابنتي ندى- أننا نرى يوميًا عشرات ومئات الناس تكون لديهم مشاكل، وعندما يذهبون إلى الرقاة ويقرؤون عليهم الرقية الشرعية تتحسَّن حالتهم تمامًا.
كذلك أيضًا كل إنسان، حتى وإن كان غير مسلمٍ، الآن ثبت علميًا أن القرآن يؤثِّر حتى في غير المسلمين، بل يؤثِّر في الحيوانات كذلك.
ومن هنا فإني أقول: الرقية الشرعية إذا كانت صحيحة من الكتاب والسنة فإن الله تبارك وتعالى ينفع بها، كذلك كما ذكرت الراقي، بشرط أن يكون قويًّا إيمانيًا، وقويًا بدنيًا، لأن الشيطان أحيانًا إذا نظر إلى الراقي فوجده ضعيفًا أو وجده خائفًا فإن الشيطان لا يعبأ بكلامه ولا يستجيب لرقيته.
هذا ما يتعلق بهذا الجانب، والحمد لله تعالى من فضل الله تعالى الرقية الشرعية تُعالج كل الأمراض، فنحن عندنا علاج للسحر، وعلاج للمسِّ، وعلاج للحسد، وعلاج للعين، ولكن كل واحد من هذه الأمراض قد تكون له آيات تخصُّه، ومن هنا ضرورة أن يحاول الإنسان أن يستعين بعد الله براقٍ، أو يقوم برقية نفسه، وأنا أنصح غالبًا بالاستماع إلى الرقية الشرعية للشيخ محمد جبريل، فإنها مفيدة جدًّا وعظيمة، ولكنها طويلة، إلَّا أنها تنفع نفعًا عظيمًا.
أسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقنا وإياك -يا بُنيتي- إلى طاعته ورضاه، وأن يجعلنا وإياك وسائر المسلمين من عباده الصالحين.
هذا وبالله التوفيق.
جزاكم الف خير مستشاريينا على ماتقدمون من منفعه وجعله اضعاف مضاعفه في ميزان حسناتكم احب اضيف للاخت بأن عليها المداومة على الاذكار اقلها مره باليوم حتى بعد الشفاء لكي لا تنتكس مره اخره وتحاول تناول العجوة فهي مفيده بأذن الله