السؤال
السلام عليكم، وبعد:
أنا شاب أبلغ من العمر 25 عاما، قبل 10سنوات –تقريبا- أصبت بداء لم أجد له علاجا إلى هذه اللحظة: كنا في الفصل الدراسي، وكان هناك أخي وأحد أصحابي يتحادثون؛ فقال أخي لصاحبي: أنت تخاف، لماذا ﻻ تخرج في الإذاعة، أحسست –والله- بوخز في قلبي عندما قال هذه العبارة، مع العلم أنها ليست موجهة إلي، ومن تلك اللحظة بدأت حياتي تتغير، حتى تركت الخروج في اﻹذاعة، مع العلم أني كنت عضوا أساسيا فيها.
وبعد التخرج من المتوسطة والذهاب إلى الثانوية بدأت مرحلة أخرى من المآسي واﻷحزان، حتى أني أتهرب من القراءة أمام زملائي، وفي حصص القرآن أتصبب عرقا وأرتجف، وأتهرب منها بعض الأحيان، وفي عام 1427هـ تخرجت من الثانوية والتحقت بكلية أمضيت فيها عاما وفصلت، ثم التحقت بكلية في جامعة أخرى أمضيت فيها ثلاث سنوات وفصلت، ثم التحقت بكلية أخرى أكملت الفصل الأول وأجلت الثاني، ومن ثم عدت وأكملت سنة، أنا اﻵن في السنة الثانية وفي المستوى الثالث، وأفكر بالانسحاب لعدم قدرتي على المواصلة، مع العلم أني أرغب وبشدة في الاستمرار في هذا التخصص لكن ﻻ أستطيع.
ولا أنس قصة حدثت لي في أول الدراسة في هذه الكلية -التي أنا بها اﻵن- كنا في صلاة العصر وكانت محاضرة القرآن بعد الصلاة مباشرة، وأنا في الصلاة لكن فكري مشغول بالمحاضرة حتى أزداد الأمر سوءا، وأحسست بتعرق وبأصوات في بطني تقرقع، وبالحاجة الماسة إلى دورة المياه، قطعت الصلاة ومن بعدها تركت الجمع والجماعات حتى في البيت؛ إن صليت مع أحد أقطع الصلاة لعدم قدرتي على المواصلة، وشعوري بالحاجة الماسة لدورة المياه، وكذلك انقطعت عن الاجتماعات والمناسبات مع رغبتي في الحضور لكن للأسف لا أستطيع؛ وإن حضرت أذهب لدورة المياه أكثر من مرة ومرة.
ذهبت إلى طبيب نفسي وأعطاني كبسولات -نسيت اسم الدواء، وعدت إليه أكثر من مرة لكن لم يتغير شيء.
أرجوكم أعينوني -بعد الله- على تجاوز مشكلتي، فوالله منذ سنوات لم أشعر بطعم الحياة، زملائي واصلوا دراستهم وتوظفوا وأنجبوا وأنا حيث أنا -مكانك سر-، أرجوكم ساعدوني، فوالله إني لأرى سواد الأيام أمامي إن لم أتجاوز هذه العتبة، وستنتهي حياتي بشيء مؤسف، أرجوكم ﻻ أكاد أتحمل، أنقذوني قبل أن أجن وأمشي في الشوارع.