السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب جامعي, أعاني من الاكتئاب منذ أن كان عمري 17 عاما، كانت البداية التي أحسست بها بهذا العرض منذ نشأة الطفولة, كنت أعاني من الشخصية الحساسة, شخصية يغلب عليها الانعزال والخوف اجتماعيا؛ لكوني شخصية ضعيفة, وفي سن العاشرة بدأت أتغير شيئا فشيئا, حتى أصبحت شخصيتي اجتماعية جدا, مع تحسن دراستي خلال سنوات المتوسطة, وكانت الأمور أفضل ما في السابق.
لكن ما زلت أعاني من مشكلة الشخصية الضعيفة تقريبا, مع كتمان كل ما يحدث لي داخل نفسي, ليس هذا فحسب؛ كنت أتحمل المسؤولية الكاملة في المنزل, حتى وإن وجد من يساعدني, فأنا أتحمل الجزء الأكبر بصبر كبير.
مع بداية سنة 17 عاما بدأت أحس بالاكتئاب, وبضيق في الصدر, ولكن كان شيئا بسيطا, وتزايد اكتئابي مع مرض والدتي, فأصبح تعاملها معي أسوأ, وكنت أكتم ما في داخلي, ولا أستطيع حتى أن أقول أي شيء.
ومع دخولي آخر سنة في المرحلة الثانوية بدأت أشعر بعدم المبالاة, وأشعر بضعف العزيمة, وأقول: لو تخرجت بنسبة عالية أو منخفضة فلن يكون له اهتمام عندي.
علما أن لدي طموحا في تخصص معين، وقد شعرت وقتها بأن لا حيلة لي, ولن يفرق معي إن دخلت الطب أو خرجت, فالحياة لم تعد سعيدة كما كانت قبل.
تحسنت حالتي خلال السنة, وبدأت أشعر بتحسن أفضل, ولكن قد أضعت الكثير, فتخرجت بنسبة لم تكن مناسبة لدخولي التخصص المناسب, وقد ضقت ذرعا أكثر وأكثر, وبدأت أشعر بأني فاشل, واضطررت لدخول تخصص غير مناسب, وزادت حالتي الاكتئابية أكثر.
اعتكفت على الإنترنت لفترة طويلة, وتعرفت على فتاة, وبدأت تهتم بي, وتتصل, وأتكلم معها الليل والنهار, وشعرت أني لا أستطيع تركها, وزادت شخصيتي سوء وحساسية, وأصبت بالقولون العصبي, ولكن -ولله الحمد- يسر الله لي قطع علاقتي بعد أن تزوجت هذه الفتاة, وبدأت بالانشغال؛ فاستطعت أن أتركها.
بعد فترة تيسر لي أن أدخل تخصصي المناسب, ولله الحمد, وأحسست أن حالتي تحسنت, وأمور والدتي تحسنت, ولكن ما زالت بي بعض أعراض الاكتئاب, لكن كل ما مرت بي الذكريات شعرت باكتئاب كبير, وأشعر بندم على ما فات, وتغيرت شخصيتي أكثر عندما تعرفت على فتاة.
أشعر بالضعف, انعدمت ثقتي إلى حد ما, حالتي ولله الحمد أفضل من قبل, ومع ذلك لم أعد أشعر بالراحة التامة, وتأتيني الذكريات من فترة لأخرى, ويعتصرني الندم على ما ضيعت, وعلى تصرفي في كل الأمور.
أشعر وكأني في حالة تعب من الماضي, وكأني أحتاج إلى وقت راحة طويلة بدون أي ضغوط من هذه الحياة حتى أعود للسابق.
همتي في دراستي لم تعد كما في السابق, وثقتي أقل مما في السابق, وأتأثر بأي مشكلة أو عثرة, إن واجهت مشكلة ولو بسيطة؛ أحس بالهم على صدري, وكأني مجروح, وأحتاج مدة للشفاء.
زرت طبيبة نفسية, ورفضت إعطائي العلاج, ونصحتني بطرق علاج أخرى؛ لأن الدواء سيزيد من آلام البطن للقولون, ولن يجد معي, ولكني لم أزرها بعد ذلك.
حاليا أشعر أني أتأثر من أي موقف, وأصبحت عصبي المزاج, وأكتم في داخلي تجنبا لأي مشاكل أخرى, وتأتيني فترات اكتئاب, وعجز, وكسل, وبمجرد أي مشكلة تحدث تؤثر على ترتيب جدولي اليومي؛ لانشغال عقلي بها, لا أدري هل هذه حساسية أم اكتئاب؟
لم أعد أشعر بالسعادة كما كنت قبل, ولا أعرف كيف أتصرف في الأمور الصعبة, وأي ضغوط تؤثر علي, وإن كانت عادية.
أرجو منك يا دكتور مساعدتي, وأنا أعلم أني أستطيع أن أغير ما في نفسي, ولكن لا أعلم كيف الطريقة!