السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي أخ عمره 26 سنة، قبل أربع سنوات ترك دراسته الجامعية لسبب أخبرنا به الآن، وهو أنه يشعر بالخوف بمجرد دخوله الجامعة، ولا يعلم سبب خوفه، ويشعر أن كل من في الجامعة يراقبه، لم يستمر بدراسته وجلس في المنزل واعتزل الناس حتى عائلته، وقبل سنتين لاحظنا عليه تغيرا، أصبح يخالط الناس ويتكلم ويجلس معنا (عائلته) اكتشفنا بعد تنظيف غرفته أن لديه حبوبا صرفها لنفسه بدون استشارة طبيب تستخدم للرهاب الاجتماعي، بعدها سجل بجامعة أخرى غير الأولى، وتوظف عن طريق حافز.
الآن منذ خمسة أشهر ترك الجامعة مرة أخرى، واعتزل الناس وعائلته وحتى أصدقاءه، قبل شهر بدأنا نلاحظ عليه أنه كثير الوساوس ودائما يشك في الناس حوله، وفينا نحن عائلته، أننا نعرف عنه أشياء هو لا علم له بها، وأن الناس يدبرون له المكائد لدرجة أنه يتوهم أن عصابة تطارده أو شرطة تراقبه، كلامه غير مترابط، يدخل ويخرج من موضوع لموضوع، ولا يُفهم منه شيء، أحيانا يضحك ويكون في قمة السعادة بدون أي سبب، وأحيانا يكون حزينا ومكتئبا.
اتضح أنه في علاقة مع فتاة ويرغب بالزواج بها، مع العلم أنها خارج البلاد، وافق والداي على مضض، وأصبح يتوهم أننا نخبئ الفتاة بالبيت وأن الفتاة أتت للبلاد بدون علمه، وأخبرنا أنه لن يذهب إلى وظيفته ولن يقوم بأي شيء بحياته إلى أن تأتي الفتاة ويتزوج منها.
حاولنا إقناعه بأنه مصاب بوسواس وقلق، وأقنعناه بضرورة استشارة طبيب نفسي، وذهب مع والدي، مع عدم اقتناعه أنه مريض، وبعد استماع الطبيب له شخص حالته بالاضطراب الوجداني ثنائي القطب، وأنه تطور وأصبح في مرحلته الثانية، ووصف له علاجات، مع التأكيد على والدي بأن يعطيه العلاج بنفسه، في اليوم الأول تناول العلاج بدون أي اعتراض وأخذ وصفة العلاج من والدي ليقرأ أسباب استخدامها وآثارها، واليوم الثاني اشتكى من آثار جانبية للدواء وأنه لا يحتملها أبدا، حاولنا معه جميعا بأخذ العلاج حتى استجاب لنا بعد محاولات عديدة، وبعدها لم يأخذ العلاج واستمر بالقول بأنه بحالة عقلية ونفسية جيدة، وأنه غير مجنون وأننا نتبلى عليه.
المشكلة الآن مرت ثلاثة أيام بعد توقفه عن العلاج، والحالة عادت له من جديد، مع أنه خلال اليومين التي تناول فيها العلاج تحسن بصورة بسيط من ناحية الوساوس، ما الحل معه؟
والدي تعب معه وجميعنا قلقون عليه، اليوم تناول علبتين من السجائر ومشروبات طاقة، حتى شعر أنه سيموت، وأصبح يرسل لنا رسائل على الجوال أن نسامحه إذا مات، حتى أنه ذهب للمستشفى وأعطي مغذيا، وعمل تخطيطا للقلب وتحليلا للدم، وعاد يخبرني بذلك وأن أتكتم على سره، ماذا أفعل معه الآن؟
في اليوم يأتي مرة أو مرتين ويخبرنا أن نخرج الفتاة أو يبحث في المنزل، وفي كل مرة نخرج من المنزل يشك أننا نذهب لزيارتها، حتى في أي مناسبة تحدث يتوهم أننا ندبر له شيئا، الآن والدي مسافر وأخي لديه شك أن والدي سيذهب إليها ويحضرها، لا يريد أخذ علاج ولا يريد الذهاب مرة أخرى للطبيب، وينكر أنه مريض أساسا، ما الحل مع مريض في مثل حالته؟ وكيف نتعامل معه؟