السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ليس لي ملجأ بعد الله سبحانه سواكم، فأرجو أن تغيثوني.
مشكلتي مع الوسواس في العقيدة، بدأ منذ الصغر حين كنت أبلغ من العمر 7 سنوات، وكنت ألجأ إلى أمي لأشاركها الأفكار التي تدور في رأسي، وكانت ردة فعلها الصراخ والضرب، فقد كنت أعاني منها كثيرا وأبكي، ولكن لا أستطيع أن أتذكر كيف انتهت معاناتي في تلك الأيام.
وعندما بلغت 16 من عمري؛ انهالت علي الوساوس من جديد، فصرت أبحث عن أجوبة لأسئلتي، وعندما أعثر على جواب السؤال؛ يأتيني سؤال آخر، وكأنها سلسة لا تنتهي من الأسئلة، وانشغلت بعد ذلك في امتحانات الثانوية العامة.
ولكن منذ سن 18 وحتى الآن وأنا فتاة 21 عاما والوساوس تذهب كلما تركت الصلاة والعبادة؛ وتعود لي حين أرجع إلى ربي، فهل الوسواس في العقيدة أمر ديني متعلق بوساوس الشيطان؟ أم هو مرض عقلي يمكن التداوي منه بالعقاقير؟ فأنا لا رغبة لي في العيش في هذه الدنيا، ودائما أرغب بالموت؛ لأن الحياة بدون ذكر الله متعبة، ومع الذكر والصلاة الوساوس تقتلني.
منذ سنة تقريبا وأنا أتعالج في مستشفى للأمراض النفسية، والطبيب يصف لي دواء منوما، وآخر مضادا للاكتئاب Prozac fluoxetine، فقد أصبحت لا أنام إلا بالعقاقير المنومة، وأنا خائفة من آثارها الجانبية، الأفكار لا تفارقني أبدا حتى إذا غيرت من وضعيتي، أو ركزت في شيء معين فإنها تلازمني.
كنت أدعو الله كثيرا حتى في جوف الليل، ولكن عندما لم ألقَ ردا تراجعت وتركت كل هذا وسئمت من الدعاء، حتى أني لزمت أذكار الصباح والمساء والصلاة لفترة، ولم أشعر بأي تغيير إلا أن الوساوس والمجهود يزيد، ولا أشعر بالفرق إلا إذا ابتعدت عن أمور الدين والصلاة، وحين سألت الطبيب عنها: رد علي بأنه لا شفاء من مرض الوسواس، والعقاقير لتهدئة النفس والتقليل منها لا لقطعها، فهل هذا الكلام صحيح؟
أصبحت أشعر بالخوف كثيرا على أن تذهب الوساوس وتعود مرة أخرى في أي وقت؟ وأصبحت لدي مخاوف على أن تزيد الوساوس وأصل إلى مرحلة أصعب، لا أريد الزواج، ولا إكمال تعليمي، أشعر بأن هناك حرب تدور في جسدي.