السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
صدقوني لا أدري من أين سأبدأ، فالمشاكل تتزاحم في رأسي.
أنا فتاة عمري عشرون عامًا، أشعر أن حياتي سلسلة من الفشل وانعدام الإنجازات، مع أنني متفوقة لكن عندما أريد ذلك، وهنا تكمن المشكلة، دائمًا ليس لدي دافع، ودائمًا أتكاسل وأخاف من الفشل، لكني أضمن لك يا دكتور أنني لو قررت أن أتفوق في مادة فلن تصعب عليّ، وأتفوق بشدة وحصل هذا سابقًا.
أعاني من خمول، تشتت، واكتتاب دائم، واستهانة بالنفس والقدرات، والشعور بعدم القدرة، وعدم أهمية الإنجاز، أو الهدف الذي سأعمل من أجله، وحلمي بأن أكون الأولى على الدفعة قد تلاشى بسبب ما ذكرت آنفاً، فأنا الآن أداوم على الجامعة لكي أتخرج لا أكثر ولا أقل، أقوم في الصباح بصعوبة وملل شديدين.
علمًا أني في كلية الهندسة المعمارية، لا أحب جميع المواد، واكتشفت أن المادة التي أحبها أتفوق فيها، والله لقد اشتد يأسي كلما شاهدت تفوق الناس عليّ، والسبب هو لأنني لا أعمل وأتكاسل، لم أعد أحتمل أصغر عقبة تقتل طموحي.
كنت أعاني من توتر شديد مرضي لخمس سنوات أثر على نتيجة الثانوية العامة، مما حطم آمالي أكثر في دخول كلية الطب، مؤخرًا عالجت التوتر أتناول السيبراليكس 10 مل، كيف أستعيد ما فاتني؟ لا أستطيع تحمل فكرة أنني سأتخرج بمعدل عادي، وأعيش حياة عادية، فأنا في صغري كنت مميزة، وأريد أن أبقى كذلك.
أتخيل أنني لا أحتمل قراءة أو سماع قصة حياة شخص ناجح، فأشعر بغيرة قاتلة، وشعور شديد بالتقصير والفشل ( مثل قصة محمد الفاتح - فاتح الأندلس - وكيف كان قائداً عظيماً).
أقرأ العديد من كتب التنمية البشرية، وأعرف كثيرًا عن طرق النجاح وأسرار نفس الإنسان، وكل هذه الأمور( محاضرات الدكتور إبراهيم الفقي، والدكتور طارق السويدان غيرها الكثير الكثير )، وأفهمها بشكل ممتاز، وأستمتع بقراءتها، فهي تسمح لخيالي بأن يجعلني أستشعر النجاح، لكني مللت من القراءة (والتنفيذ أصعب من الكلام)، كيف أضع خطة لحياتي من جديد؟ قرأت كتابًا الدكتور محمد الراشد ( كيف تخطط لحياتك)؟ بالرغم من روعة هذا الكتاب إلا أنني ما زلت تائهة؟
أريد أن أصبح شخصًا مهمًا، فإنه يليق بأمثالي الطموحين الوصول للقمة، أتمنى أن أكون قائدة، وأتمنى أن يحصل هذا على أيديكم، ومن علمكم النافع.
أرشدوني جزاكم الله كل خير، فأنا جاهزة لأي شيء تطلبونه، وآسفة جداً على الإطالة والتفاصيل.