السؤال
السلام عليكم.
أصبت بالوسواس القهري منذ (22) شهراً، ومرت علي وساوس كثيرة، أول وسواس كان وسواس المرض النفسي، خيّل إلي أني أصبت بمرض نفسي، فلم أعد أستطع الخروج من المنزل مع خمول عام، ودخلت في حالة اكتئاب لمدة (4) أيام تقريباً، لم أكن أستطع الأكل، ولا الخروج من المنزل.
وبعد مرور (4) أيام، صارحت أهلي بما أحس به من معاناة، وطلبت منهم أن يأخذوني إلى طبيب نفسي، فما كان منهم إلا أن رفعوا من معنوياتي، فكان ذلك أول يوم أخرج فيه من المنزل، رغم أن وسواسي كان يقول لي: سيضيق صدرك في السيارة، على كل حال خرجت رغم حالتي النفسية، وبعد يومين كان لا بد لي من الذهاب إلى لجامعة، وكان عندي امتحانات كثيرة في يوم واحد، وعدم ذهابي يعني الرسوب، وبالتالي الطرد.
رفضت الذهاب، فقد كان شغلي الشاغل آنذاك هو الذهاب إلى طبيب نفسي، أما الدراسة بالنسبة لي فكانت شيئاً منتهياً، فكيف يعقل أن مريضاً نفسياً يدرس؟ لكن بإلحاح وتشجيع من الأهل ذهبت إلى الجامعة، واجتزت امتحانات ذاك اليوم، رغم ضيق صدري ووسواسي.
في ذلك اليوم في الجامعة، وبعد مرور كل ساعة أو حتى كل دقيقة، كانت معنوياتي ترتفع رغم كل ما كنت أشعر به، بعد ذلك بيوم ذهبت إلى طبيب عام، وشرحت له حالتي بالتفصيل، فقال: إنني لست بحاجة إلى طبيب نفسي، وصف لي دواء اسمه (ستريس و فيتامين س) شعرت بعدها بتحسن، وأصبحت مقبلاً على الحياة، ولم أعد أهتم بكثير من الأشياء التي كانت تشغل بالي، كنظرة الناس إليّ، بل تخلصت من الخجل الذي كان يؤرق حياتي.
بعدها بفترة عاودني وسواس هو وسواس السرطان، ثم وسواس الموت، ويخف الوسواس فور الذهاب إلى الطبيب، وإخباري بأنني سليم.
حالياً يؤرقني وسواس الرهاب الاجتماعي؛ فأحس بالدونية، وأحزن إن مزح معي أحد مزاحاً لم يعجبني، وأُكثر من التفكير فيما قال لي، وماذا كان يجب عليّ فعله في ذلك الحين ولم أفعله، بل أصبحت عدوانياً عنيفاً في بعض الأحيان، وفي بعض الحالات أحس أن أشخاصاً يراقبونني؛ لذلك تكون نظراتي حادة في بعض الأحيان، سواء برغبتي أو بدونها، ومن الطبيعي أن يستغرب الناس الذين أنظر إليهم تلك النظرات الحادة، رغم أن ذلك يحدث رغماً عني، كما أني قلق من كل شيء، وعندي رهاب من أماكن معينة دون أخرى، من أشخاص معينين دون آخرين.
أنا أحس أني إذا وصلت إلى الحالة الأولى التي كنت عليها عند إصابتي بالوسواس، وقمت بنفس مراحل العلاج فإني سأكون على ما يرام.
أعرف أن هذا غير منطقي، لكنني أحببت أن أنقل لكم الصورة كاملة، وأتمنى أن تصفوا لي علاجاً سلوكياً، أو روحانياً كالرقية الشرعية؛ أحس أن ذلك سيكون أفيد لي من العلاج الدوائي.
بارك الله فيكم، وجعل ما تقومون به في ميزان حسناتكم.