السلام عليكم.

هل يستخدم دواء سبراليكس 10 ملجم "CiPralex 10 mg" لزيادة هرمون السيروتونين " Hormones Serotonine " أم يستخدم لعلاج الاكتئاب؟ وكيف أرفع مستوى هرمون السيروتونين؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ZOOZ ZZ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي الكريم: نظرية السيروتونين، وعلاقتها بالأمراض النفسية - خاصة الاكتئاب النفسي، والوساوس القهرية، والمخاوف – النظرية فيها الكثير من التعقيدات، والأمر ليس بالوضوح الذي يحسبه البعض.

الذي حدث هو من خلال إجراء تجارب بدأتْ في بدايات الثمانينات من القرن الماضي، لاحظ العلماء أن هنالك أماكن معينة في الدماغ تحدث فيها تغيرات بالنسبة للذين يعانون من الاكتئاب النفسي، وحالات القلق، والوساوس، والمخاوف، وهذا النشاط الدماغي والتغيرات لُوحظ من خلال إجراء صورة الرنين المغناطيسي ذات الطابع الخاص، وقد استنتج العلماء أن هنالك مواد تُعرف بالموصلات الكيميائية، أو المرسلات العصبية، وهذه تُفرز من خلال خلايا معينة وأماكن في الدماغ تُسمى بالمستقبلات العصبية، واتضح أن الإفرازات الثانوية لمادة السيروتونين تكون منخفضة بالنسبة للذين يعانون من الاكتئاب النفسي.

إذًا لا يوجد فحص مباشر يُقاس من خلاله السيروتونين، إنما كلها فحوصات واستنتاجات غير مباشرة، وبعد أن استُعملت الأدوية المضادة للاكتئاب، وقد اكتُشف أولها صُدفة (قدرًا)، وهو عقار (تفرانيل Tofranil)، والذي يعرف علميًا باسم (امبرمين Imipramine) اتضح أن مستوى الإفرازات الثانوية للسيروتونين حين يُقاس اتضح أنه تحسَّن مستواه بعد تناول الأدوية المضادة للاكتئاب.

إذًا – أخِي الكريم – باختصار شديد هذه قصة السيروتونين، ونستطيع أن نقول أن السبرالكس بالفعل من الأدوية التي تعمل من خلال توازن مادة السيروتونين في الدماغ، وربما يؤثِّر أيضًا على الموصلات العصبية الأخرى، خاصة الـ (جلاتامات glutamate)، وكذلك الـ (نورأدرينالين Noradernaline)، وربما الـ (دوبامين Dopamine) ومادة أخرى تُعرف بالمادة (P).

ويظهر أن كل إنسان لديه منظومته الكيميائية المرتبطة بجيناته وتركيبتها الوراثية، لذا نجد أن بعض المرضى يتحسنون على هذه الأدوية، وبعضهم لا يتحسَّن، كما أن الجرعات تختلف من إنسان إلى آخر.

ليس هنالك وسيلة واضحة لرفع مادة السيروتونين غير تناول هذه الأدوية، كانت هناك محاولات لإعطاء أغذية معينة لتحسين مستوى مادة السيروتونين، لكن لم ينتج عن ذلك أي فوائد ملموسة.

الآن هناك دراسات تُشير أن ممارسة الرياضة ربما تُحسِّن من كيمياء الدماغ والتي تشمل السيروتونين، كما أنه وجد أن الصيام يرفع من مستوى مركب يعرف باسم (PDNF) وهو المركب الذي يؤدي إلى ترميم كامل وعام لخلايا الدماغ، وهذا أيضًا قد يؤدي إلى تحسين مستوى إفراز مادة السيروتونين.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.