السؤال
السلام عليكم
أنا فتاة وبعمر 19 سنة، أعاني من التلعثم منذ أن ولدت، وهو شيء وراثي في العائلة، حيث إن خمسة من إخواني وأخواتي يعانون من التلعثم بدرجات متفاوتة، فيه الشديد والخفيف، وأنا حالتي متوسطة.
علماً بأن والديّ وأجدادي لا يعانون من ذلك، فما السبب أن أغلبية الأسرة تعاني من الحالة؟ حتى بعض من أبناء عمومتي.
أيضا أعاني من الكآبة والحزن، وبعض الأحيان أشعر بالخوف من الحرب، وأنسى همومي وأحزاني، وأستصغر مشكلة التلعثم لدي، وهذه الأيام أعاني من ألم الأسنان، وأفكر متى ما شفيت منه، سأبتلى بهموم جديدة، دون أن أعرف نوعية تلك الهموم.
أصبحت حياتي كئيبة، مع أنني -ولله الحمد والمنة-أملك كل ما أتمنى وأكثر، لكنني أشعر بخوف شديد بسبب التلعثم، أخاف كثيراً من فكرة الزواج، لأنني لو تزوجت سأضطر للتحدث مع الناس، والإجابة على أسئلتهم، فربما أتلعثم في الإجابة، كل تفكيري يدور حول نظرة الناس إلي فيما يخص التلعثم، رغم أنني لا أبالي بوجهة نظر زوجي في المستقبل بخصوص التلعثم.
أختي تعاني من التلعثم أيضا، وهي متزوجة منذ ثلاث سنوات، وهي الآن حامل، وقد عانت كثيرًا من الخوف والرعب من الناس، ودائما تشتكي لنا ما يحصل لها من مواقف، ودائما تقول إنها خائفة من التحدث مع الناس، وهذا الشيء تسبب في ازدياد خوفي من مواجهة الناس.
تقريباً لدي ثلاثة هموم أعاقت حياتي وأحزنتني وأرعبتني كثيرًا، وهي الكآبة والحزن، والخوف من الزواج، ومواجهة أسئلة الناس، وكل ذلك بسبب التلعثم، ففي الجامعة والمدرسة، أكثر كلمة أكرهها، ولا أطيق سماعها، وإذا سمعتها أشعر بمغص في بطني: (من تقرأ، برزنتيشن)، كلمات مقرفة جدًا، في الجامعة ثلاث مرات أو أكثر تهربت من العروض التقديمية، لا أريد أن يشفق علي أحد عندما أقدم عرضا وأتلعثم.
لا أريد أن أذهب إلى العيادة، ولا أريد أن أخبر أمي بأحزاني ومعاناتي، فأنا شخصية كتومة وغامضة، أريد منكم علاجا لتخفيف القلق والحزن والكآبة، مع أنه ليس بشديد، ولكنه أيضاً ليس بخفيف جدًا، فهل يوجد علاج للتلعثم؟ أو عندما يكون لدي عرضا تقديميا أستخدم بعض الحبوب، أريد أن أقدم عرضا تقديميا، لكنني أشعر بأنني لا أستطيع، أرتعب خوفا، ولا أستطيع أبدًا.
مرة في المحاضرة قررت الأستاذة أن كل مجموعة تقدم عرضا في نفس المحاضرة، وخرجت إلى المنصة، وقرأت النص المطلوب، وكنت لا شعوريا أنظر إلى الأستاذة، فطلبت مني أن أنظر ناحية الطالبات وليس ناحيتها، فلما نظرت نحوهن أصابتني دوخة بسيطة، أو شيء كالحلم.
رغم أنني أعاني من التلعثم، إلا أنني عندما أستفسر عن شيء معين، أو أسأل زميلتي، أو أتكلم مع الأستاذة، لا أشعر بخوف، وأسأل بكل ثقة، ولا أتلعثم إلا نادرا، لكنني لا أحب أن أتكلم مع صديقاتي في موضوع أو قصة معينة إلا نادرا، وأشعر أنني أقل منهم، فلم هذا الشعور؟ مع أنني شخصية مرحة مع القريبين مني، ولدي صديقات وأقارب يحبونني، لكنني لا أعرف سبب شعور النقص هذا، فهل هو بسبب التلعثم؟ لأن هذا هو النقص الوحيد الذي أشعر به.
كنت أريد أن أدخل قسم اللغات والترجمة، ولكن من شروط التخصص سلامة النطق، فما ارتحت له وتركته، وسجلت في تخصص الثقافة الإسلامية، وأنا مرتاحة لها جدًا، وأختي تقول خيرة.
يبدو أنني أطلت في الكلام، فهذه هي المرة الأولى التي أكتب فيها معاناتي.