السؤال
السلام عليكم.
أنا فتاة، وأبلغ من العمر 19 سنة، وأعاني من مشكلة لم أستطع حلها.
مشكلتي هي: أني شديدة التحسس من الناس ومن كلامهم مهما كان قربهم مني، أتحسس من كلام صديقاتي وإخواني وحتى والدتي، وأصاب بحزن شديد من أي شيء قد يحزن، ومن السهل جداً إغاظتي واستثارة أعصابي لدرجة تجعل يداي ترتجفان بشدة، وتجعل قلبي يخفق بشكل سريع جداً، ورغبة ملحة في البكاء، ولا أستطيع ضبط أعصابي أبداً، إذا أحزنني شيء أو ضايقني شيء فإنني ألجأ للبكاء الشديد بعيداً عن أنظار أهلي، ولكن إن ساء الوضع فإني أبكي لحظة حدوث الموقف المستثير لأعصابي أمام والدتي أو صديقتي أو إخوتي.
مع العلم أني أتألم وأتحسس وتنجرح مشاعري من الداخل من أشياء قد يراها عامة الناس تافهة ولا قيمة لها، وقد أراها كذلك، لكن لا أستطيع تجاهلها مهما حاولت ومهما مررت بموقف محزن أو يثير أعصابي، فإنني حاولت مرات عديدة أن أتمالكها ولكن لا جدوى، إنني أتألم من الداخل أكثر فأكثر عندما أفقد أعصابي أمام الناس، فأزعج من أهتم لأمرهم حتى أشعر أنهم بدؤوا يضجرون مني أو يملون مني، أو حتى أمام من يتلذذ باستفزازي فإني أعطيه الانتصار على طبق من ذهب، مع كمية من دموعي وقهري وارتعاش جسدي بأكمله.
وأكثر ما يؤلمني شعوري بالخزي والعار والندم والانحراج من نفسي، بعد أن أهدأ وأتذكر كيف كنت أبكي وأنهار، وأقول كلاماً جارحاً للشخص الذي أمامي، وكثيراً ما يحدث لي أن أتذكر المواقف المؤلمة التي حصلت لي في السابق، أو التي كنت وما زلت أعاني منها حتى أصل لدرجة الاختناق والرغبة في البكاء، وأصبح في مزاج سيء جداً، وتتدهور نفسيتي دائماً.
ما الذي أعاني منه بالضبط؟ أهو مرض نفسي، أم أحتاج لاستشارة طبيب سلوكي؟ وكيف أتخلص من هذا كله؟ لأني أتعذب منه كل يوم، ولم أستطع إحداث أبسط فرق، بل إنما يزداد ألمي وكرهي لنفسي يوماً بعد يوم كلما أشعر أنني مصدر إزعاج وقلق لأهلي وأمي وصديقتي، وماذا أفعل كي أزيل الحزن والغضب وأتمالك أعصابي دون أن أؤذي نفسي، أو أي شخص أتعامل معه إذا اجتاحتني نوبة غضب أو حزن أو اكتئاب؟ وكيف أكون قوية أمام من يريد أن يقهرني ويحزنني ويحبطني؟
أرجوكم ساعدوني، أنا بحاجة لمساعدتكم، وجزاكم الله خيراً.