السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ..
نشكُر لكم حسن استقبال أسئلتنا، جعله الله في ميزان حسناتكم.
أبلغ من العمر واحدًا وعشرين عاماً، مصابة بالوسواس القهري منذ كنت في الثالثة عشرة من عمري، والآن ما يشغل بالي هو وسواس الرِّدة، كنت فيما سبق أحاول قدر الإمكان أن أُرضي ربّي ولو بالقليل، وكان عقلي مشغولًا بالوساوس، بالرغم من أني لا أتلذذ بالعبادة، إلَّا أن تعلقي بالله وحبّي له جعلني أصبر، وسأصبر إلى أن يبلغ الصبر منتهاه، قررت أن أكتب تساؤلاتي لديكم، ولكنها فتوى أكثر منها استشارة، أرجو أن تجيبوني ولا تحيلوني على فتاوى أو استشارات أخرى، فضلًا وليس أمرًا.
في هذه الأيام أصابتني وساوس شديدة وأتعبتني، وصرت لا أفرق بينها وبين الحقائق، منها:
1- سقط منّي مصحف التفسير، الذي به تفسير على الهامش، وكان موضع سقوطه بجانب النعال، وكانت هناك آثار بقع على الأرض، فرفعت الكتاب وقمت بتحسسه بيدي ولم أجد عليه أي شيء، ولكن بقيت الأفكار تراودني، ربما ذلك الماء كان نجسًا! وربما هي آثار ماء النعال، ربما لم أتحسسه جيدًا وقد أصابه ذلك الماء.. وما ذلك من أفكار سوداء.
2- عندما كنت أتلو القرآن انفصلت من فمي قطرة ريق، أصاب بياض المصحف، ثم جفت بسرعة، ثمّ قرأت في موقعكم أن من فعل ذلك وتركه باختياره فتعتبر رِدة - أو هذا ما فهمته - وشككت هل الريق كان به دم أم لا؟ لأني أعاني من نزول الدم من فمي مرارًا، ولم أجرؤ على فعل شيء حتّى أسألكم، مخافة أن أقع في وسواس آخر.
3- أمي تقوم دائمًا بحرق الجرائد التي تحتوي على الفتاوى، ولكن تتطاير منها بعض الأوراق التي لم تحترق جيدًا، فصرت أخشى من الخروج إلى الفناء خوفًا من أني قد أدوس أو أمشي عليها والعياذ بالله.
برأيكم هل هذه الوساوس حقيقية أم هي أوهام؟ وما هو العلاج الناجع لها؟ وكيف أعبد الله كما يحب ويرضى وأطرد عنّي وساوس الشيطان؟ فأنا أحبّ الله تعالى، وأحبّ أن ألقاه مسلمة طيبة، وأتمنًى أن أجد عندكم الجواب الشافي، والكلمة الهادئة، فأنا في همّ لا يعلم بهِ سوى الله.