السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا لإجابتكم على استشاراتنا.
أنا فتاة تربيت في العالم العربي، وانتقلت حديثا إلى إحدى دول الغرب مع أهلي. وخلال دراستي في الجامعة خفت على نفسي أن أفتتن -خاصة وأنني قد لاحظت نقصا وتدهورا في إيمانياتي- فصارحت أهلي بحاجتي إلى الزواج.
والحمد لله كان يتقدم لي الكثير، ولكن أهلي كانوا يعارضون زواجي قبل إتمام دراستي الجامعية، وبعد مصارحتي لهم لانوا وقرروا فتح المجال. وكنت أدعو الله كثيرا أن يعفني بحلاله عن حرامه، والحمد لله لم أنتظر طويلا حتى أني خُطبت سريعا وتم كتب كتابي (عقد القِران).
في خلال بضعة أيام أكون قد أتممت الشهر الثالث من عقد القران، ولكنني –بصراحة- أشعر بعدم ارتياح، وأصبحت تساورني الكثير من الشكوك التي بتّ بسببها لا أنام أياما.
زوجي أو خطيبي -ولله الحمد- أخلاقه رفيعة جدا، ودينه وورعه متوسط نوعاً ما، إلا أنه يخشى الله ويتقيه، لا يجيد العربية جيدا إلا سماعا، وبعض الكلام، تخرج من كلية العلوم وتربى في الغرب، مستواه المادي ليس قويا، وأنا رضيت؛ لأنني كنت بحاجة للزواج، وامتثالا لحديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (إذا جاءكم ترضون خلقه ودينه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض...) ومراعاة لعمره الصغير، فأنا في العشرين من عمري، وهو في الرابعة والعشرين من عمره.
وتم الاتفاق على أن يتم الزواج بعد سنة وبضعة أشهر من تاريخ عقد القران؛ حتى يستطيع تحمل تكاليف الزواج، إلا أنني بت أشك كثيرا في شحّه وبخله. وهذا أمر يضايقني جدا، وأنا أعلم أنني لا أطيق البخل أو شح زوجي علي مطلقا، ولو حدث أن تزوجنا وبان شحّه وظهر؛ فإنني لن أستطيع أن أصبر وسأطلب الطلاق فورا!، لذلك أنا خائفة، وأفكر أنني لو أقوم بفك عقد القران قبل أن يتم الزواج خير من أن أطلب الطلاق بعد الزواج، وأشعر أنه لا يجوز أن أتخذ قرارا بناء على شكوك لا بينة.
أنا في حيرة من أمري كثيرا، ولكنني أشك في بخله وهذه الصفة لا أطيقها، والمشكلة أيضا أن أهلي يشعرون بأنني أستحق من هو أفضل منه، ويتضايقون أن ابنتهم أخذت من هو دون مستواها العلمي والديني (أنا أدرس الهندسة، وهو تخرج من كلية العلوم) وأن وضعه المادي غير جيد.
لذلك بتّ أشعر أنني ربما قد استعجلت في قراري للزواج ، وأحيانا أشعر أنه مدخل من مداخل الشيطان؛ للتفريق بين المرء وزوجه. وأحيانا كثيرة أخاف أنني قد أشعر بالظلم لنفسي إن تزوجته وأنا أفضل منه، وإلا أنني أخاف أن أظلمه لو فككت عقد القران.
حقيقية أنا في حيرة شديدة من أمري، ولا أعرف من أستشير سواكم، فأشيروا علي -جزاكم الله خيرا- ما هو التصرف الصحيح في حالتي شرعاً، ومن وجهة نظركم؟
أعتذر بشدة على الإطالة، وسامحوني.