السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
أنا شاب من مصر، عمري 22 سنة، أدرس الهندسة، وعندي خوف رهيب جدا من الموت، وأتخيل نفسي وقلبي أنه سيتوقف عن العمل، وأسأل نفسي: هل سيتوقف فجأة أم سيتباطأ وأصاب بألم لا يحتمل حتى يتوقف؟ وعند لحظات الاحتضار هل سأصرخ وأبكي: (أريد أن أعيش) أم سأموت بسلام وطمأنينة؟ وعند دخولي قبري هل سأقول للناس: أرجوكم أخرجوني؛ لا أريد أن أدخل هذا المكان؟ وأتخيل نفسي وأنا أتآكل وأتحلل وأكون عظاما.
هذا الشعور يصيبني برعب يكاد يوقف قلبي من الفزع -بلا مبالغة- وأتخيل نفسي وأنا في القبر والليل مظلم، حيث فصل الشتاء والبرد القارس، ولا أحد في الخارج يؤنس وحدتي هذه، وأتخيل نفسي وأنا ملقى على أرض القبر لا أستطيع الحركة، ولا أستطيع الخروج، وثعبان يمر من فوقي أو يأكلني! وأتخيل نفسي وأنا في القبر وأتفاجأ أنه لا يوجد رب أو ملائكة الذين أؤمن بهما اليوم! وأتخيل نفسي قد ذهبت ولا يوجد شيء اسمه بعث أو نشور أم سأجد –فعلا- الله وملائكته؟ أم سأدخل وكأني داخل بيتي ليس بي خوف؟
أريد أن أسأل سؤالا: أنا لم أر في حياتي أحدا يحتضر، فهل الذين يموتون يصرخون ويبكون، ولا يريدون الموت، ويستنجدون بمن حولهم أن ينقذوهم من الموت أم يموتون براحة بال وطمأنينة أم ماذا؟
أرجوكم اعذروني في هذه الكلمات؛ فالله وحده يعلم ما بي، ولا أستطيع أن أصف ما بي، وجزاكم الله كل الخير.