السؤال
السلام عليكم
أنا شاب بعمر 19 عاماً, منذ وقت قصير لم أكن ملماً بعديد من الأمور في الإسلام، وكنت أرتكب بعض المعاصي, مع هذا كنت أصلي وأقرأ القرآن أحياناً وأحفظ منه.
الحمد لله، بمشيئته قررت أن أتوب إلى الله، وأتزود من المعرفة عن الإسلام والعبادة والعلم الشرعي، لأقوم بما يجب علي فعله كمسلم، وأكون مؤمناً صادقاً.
في أحد الأيام دخلت في حوار مع ملحد فسألني حول سبب إيماني، ودليل صدق الرسول صلى الله عليه وسلم, فأجبته بأن القرآن معجزة، وأنه لا أحد من البشر قادر على الإتيان بمثله، وحدثته بالآيات العظيمة فيه التي تتوافق مع العقل البشري والمنطق والفطرة، والتي نظمت المجتمع وأنقذته من الجاهلية، والتي تنبأت بالمستقبل وكشفت عن حقائق علمية لم تكتشف إلا في عصرنا هذا، رد علي بأن هذا ليس دليلاً قاطعاً، وأن هذه محض صدف ومغالطات، وأن فصاحة القرآن كان سببها فصاحة محمد صلى الله عليه وسلم.
بدا لي أن أذكّره بأن القرآن جاء بعديد الأخبار عن الأمم السابقة والأنبياء، وقصص وأحكام موجودة في التوراة والإنجيل، ومتوافقة بما ورد فيهما, فكيف لشخص أمي أن يكون عارفاً بكل هذا؟! فقال لي: إنه لا يوجد ما يثبت أن محمد صلى الله عليه وسلم كان أمياً أو أنه لم يكن يزور راهباً ليتعلم منه، أو أشياء لم نكن نعرفها.
لم أتأثر بما قاله لي، لكن بما أني لم أكن قدراً على إقناعه بحثت أكثر في هذه الأدلة فلم أجد دليلاً يرد على كثير من تساؤلاته.
كأن الشيطان وجد ثغرة ليوسوس ويثير في الشك، منذ ذلك الحين لم يطمئن قلبي وأصبح الشك يملأه، واليقين يهجره، وأصبحت أخاف أن أعبد الله وأنا على شك من الرسالة على أن يكون هذا نفاقاً.
أصبحت أشعر بفقدان صلتي مع ربي، وأشعر بأني عندما أقول إني أؤمن بالله ورسله واليوم الآخر أقولها ظاهراً لا باطناً، وأصبحت خائفاً، فأعينوني وأفيدوني، وأخبروني إن كنت جرحت إيماني، وما الذي عليّ القيام به؟
وشكراً.