السؤال
السلام عليكم
أنا بعمر 27 عاماً، أعاني من حالة نفسية، قرأت عن بعض الأعراض التي تتوافق مع حالتي، وهي "القلق أو الرهاب الاجتماعي".
علماً أن جذر المشكلة كانت في النشأة؛ إذ أن الأهل يعانون من نفس المشكلة تقريباً، فكنا في انعزال شبه تام عن المحيط الذي نعيش فيه، والحرص والخوف على الأطفال كان شديداً جداً, حتى كان بعض الجيران والأهل ينكرون على والدي عدم مشاركة أطفالهم مع الآخرين من أقاربهم أو جيرانهم في أي نشاط ما.
هذا بدوره أدى إلى تفاقم المشكلة لدي منذ الصغر، إذ أنني كبرت وأصبح الانعزال وعدم الارتياح في معاملة الناس والاختلاط بهم جزءاً من شخصيتي التي أكرهها لذلك الطبع المكتسب!
حاولت كثيراً أن أغير هذا النمط الممل الكئيب من حياتي، ولكنني أنتكس قبل أن أبلغ ما أتمناه من مراحل التعافي، وهذه المشكلة أو المرض دمر حياتي، وأضاع عليّ فرصاً كثيرة، من إكمال دراسة أو الالتحاق بعمل أو الارتباط بشريكة حياة!
ما يزيد حنقي وضيقي وتحطيمي أكثر هو أن أقرب الناس إليّ يعتبروني متكبراً وكئيباً، وغير مهتم لأمرهم، ومعهم حق في هذه الاستنتاجات السلبية، فأنا لا أشاركهم في أحزانهم ولا أفراحهم، وأتجنبهم، حتى السلام يثقل عليّ أن ألقيه عليهم، لكن بغير إرادة مني، بل أحزن أني لم أفعل، ولم أعد أطيق حياتي بهذا الشكل الذي لا هو حياة ولا موت.
تعرفت على قريب لي يتعاطى المخدرات، فكنت في حالة يرثى لها، فقررت التجربة ووجدت فيها بعض الراحة، والشعور الزائف بالسعادة، وبدأت أكون علاقات لا بأس بها، وسرعان ما حولت هذه العقاقير (ترامادول-ابتريل) حياتي إلى جحيم، وشعرت أني سليب الإرادة وتائه وذو عقل غائب، وإحساس متبلد، فضلاً عن كم المشاكل التي أحدثتها لي هذه الفترة المشئومة من الإدمان عليها، وحينها قررت الرجوع لطبيعتي، وقلت إما أن أحيا على طبيعتي أو الموت أفضل من هذا الجحيم.
مضى عام كامل عن إقلاعي تماماً عن أي عقار مخدر، وأعاني نفس المشكلة القديمة، حالة شبه هلع تنتابني، وشرود ذهني وعدم راحة في الكلام مع أي شخص، حتى أقرب المقربين إلي، ولا أعرف ما الحل؟! فهل يوجد حل أصلا أم هذا طبع وجينات لن تتغير؟ وحينها لا أتردد للحظة لمغادرة هذه الحياة.
أرجو الإفادة، ولكم جزيل الشكر والعرفان.