لا أعرف سبب كثرة التثاؤب، وضيق الصدر، مع خوف من الموت والمشاكل، وعدم الخروج من المنزل، وعدم السفر وحدي؛ خوفاً من الموت، شرود ونسيان، وعدم تحمل المسئولية، والزواج كالضباب في العين!

أفيدوني أثابكم الله! فوالله الذي لا إله إلا هو إنني أعيش في جحيم!

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رشيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أنت إن شاء الله لا تعيش في جحيم، وهذه الحالات التي وصفتها منتشرة جداً في زماننا هذا، وهي تشخص تحت أمراض القلق، أو ما يعرف بالأمراض العصابية، والتي تمثل المخاوف والوساوس الجزء الأساسي فيها.

أنت تعاني من حالة مخاوف متعدد الحلقات والاتجاهات، وأرجو أن لا يكون ذلك مزعجاً لك، حيث أن الأساس البيولوجي تقريباً هو واحد لكل حالات المخاوف والقلق، إذ أن هنالك مادة في الدماغ تعرف باسم سيروتينين، ربما يحصل اضطراب في إفراز هذه المادة، ويحدث ذلك غالباً للأشخاص الذين لديهم استعداد للقلق والتوتر، ومرد ذلك هو البناء النفسي، وتركيبة شخصياتهم.

كما أن معظم هذه الوساوس والمخاوف تكون مكتسبة ومتعلمة، بمعنى أنك قد تكون تعرضت لشيءٍ من التخويف في الصغر، وظل ذلك خاملاً وكامناً، ومحفوظاً في عقلك الباطني، وحين أتت الفرصة المواتية أصبحت هذه المخاوف تخرج إلى الوعي وتتشكل، وتتغير كما وصفت أنت .

المبدأ الأساسي لعلاج المخاوف هو المواجهة، ويجب أن تكون هذه المواجهة في الخيال، ثم المواجهة في الواقع، كما أن الأدوية تساعد الآن كثيراً في علاج المخاوف، ومن هنا أود أن أصف لك بعض الأدوية التي ستفيدك كثيراً إن شاء الله.

الدواء الأول يُعرف باسم (Flunaxol)، وجرعته هي نصف مليجرام في الصباح، ونصف مليجرام ظهراً، وتبدأ معه بتناول دواء آخر، والذي يُعتبر أساسياً، ويُعرف هذا الدواء باسم زيروكسات، وجرعة البداية هي نصف حبة ليلاً لمدة أسبوع، ثم ترفع بمعدل نصف حبة كل أسبوعين، حتى تصير الجرعة حبتين في اليوم، وتواصل في تناول هذه الجرعة مع العلاج الأول لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفض الزيروكسات بواقع نصف حبة كل أسبوعين، حتى تتوقف عنه، وتستمر على الفلونكسول لمدة شهرٍ آخر بعد توقف الزيروكسات، ثم يمكن أن تتوقف عنه .

أتمنى أن تزول هذه الأعراض، وأنا على ثقةٍ أن ذلك سوف يتم بإذن الله تعالى، وأتمنى لك صحة نفسية عالية .

وبالله التوفيق.