الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعرض أخي لصدمة عاطفية فانقلب حاله بعدها، فبماذا تشيرون؟

السؤال

السلام عليكم

أرغب في معرفة رأيكم في مشكلة أخي، كان شخصًا هادئًا جدًا وكتومًا ومحترمًا منذ صغره، وكان دائمًا يُصلي بانتظام، ولا يعرف غير المذاكرة والكرة، وكان يطيع والده ووالدته.

بعد انفصال الوالدين لفترة، حدثت أزمة في البيت، لكننا كبرنا، وكان يعيش مع والده، ثم عاد ليعيش مع أمي وأنا في فترة دراستي الجامعية. في تلك الفترة، كانت أول مرة يتعرف فيها على فتاة ويحبها كثيرًا، وتعلق بها بشكل كبير، وكان قد قرر التقدم لخطبتها، ثم اكتشف أنها تخونه، وجعلت الشخص الذي كانت تخونه معه يتسبب له في مشكلة كبيرة؛ مما أصابه بصدمة شديدة، ومع ذلك، تماسك ونجح في تجاوز تلك الصدمة، وعاد إلى استكمال دراسته بتفوق.

بعد تخرجه، حاول والدي مساعدته كثيرًا، لكنه رفض تمامًا. بدأ العمل في شركة، ولكنني غير متأكدة إذا كان قد تركها أم لا، بدأ يتغير تمامًا، وأصبح عنيفًا جدًا، حتى مع والدته، وأصبح يرفض التحدث مع أي أحد، وأصبحت فكرته المسيطرة عليه هي الانتقام من الفتاة ومن الشخص الآخر.

دائمًا يقول إنه سيرتكب جريمة قتل بحقهم، كما بدأ يدخن، وأحيانًا نراه يبكي بشدة في غرفته، وعندما يتحدث معه أحد، يقوم بتكسير الأشياء من حوله، ويطردنا من الغرفة.

حاول جميع أفراد العائلة التحدث معه، وأقسموا أنهم على استعداد لتحقيق كل ما يرغب به إذا تجاوب معهم، ولكنه رفض تمامًا وضرب بعضهم، حتى والدي الذي كان من المستحيل أن يرفع صوته عليه.

حاولنا إقناعه بزيارة طبيب نفسي، لكنه رفض تمامًا وازدادت حدة انفعالاته. أشعر أنه يحتاج إلى الذهاب إلى مصحة نفسية؛ لأنه بالفعل يفكر في ارتكاب جريمة، وهو غير قادر على السيطرة على نفسه، حتى أنه ترك المنزل.

أرجوكم، أريد أن أعرف رأيكم، ما الذي تنصحوننا به؟ وما هي أفضل المصحات النفسية التي تعالج أسلوب التفكير وسلوك الشخص دون التركيز على الأدوية الكيميائية؟

والله، أخي لم يكن هكذا أبدًا، كان إنسانًا مهذبًا جدًا وملتزمًا ومثقفًا.

شكرًا جزيلًا لكم، وأنتظر الرد في أسرع وقت.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا بشأن هذا الأخ، أصلحه الله، وكتب له الصحة والعافية، وأعان الأسرة على الخروج من هذه الفترة الصعبة.

من الواضح أنه حصل تغيير كبير في تفكير هذا الشاب وسلوكه، فهل هو فقط ردة فعل على الأحداث التي صدمته، وخاصة مما حصل مع هذه الفتاة وما فعلته مع الشاب الآخر، أو هو بسبب سبب آخر، كأن يكون مرضاً أو حالة نفسية ليس لها علاقة بالعلاقة بهذه الفتاة، أو أنه -لا قدر الله- يتعاطى شيئاً ما من الممنوعات، وخاصة أنه بدأ يدخن؟ وطبعا ليس في سؤالك ما يشير لموضوع التعاطي، إلا أن هذا يجب أن يخطر في بالنا في مثل هذا الظروف، وخاصة تغير شخصية وسلوك الشاب.

بصراحة كل الاحتمالات السابقة ممكنة، ولكي نقطع الشك باليقين، أنصح بمتابعة ما حاولتم فعله بداية من عرضه على الطبيب ليقوم بالتقييم الشامل، وفحص حالته النفسية، وربما الاهتداء لما يجري في أفكاره ومشاعره، وبالتالي الوصول للتشخيص الدقيق، ومن ثم العلاج أو التأهيل المناسب.

في مصر العديد من العيادات والمصحات النفسية، وهم سيضعون بعد التقييم الخطة العلاجية والتي سيناقشونها معكم، ولكم الخيار بين العلاج الدوائي، أو النفسي السلوكي، أو كليهما معاً، وبحسب طبيعة الحالة وشدتها.

الأمر الصعب هو في إقناعه بالذهاب للطبيب، وإذا رفض، فهناك من الأطباء من هو مستعد للقيام بزيارة منزلية ورؤية الشاب في المنزل.

وفقكم الله، وكتب الصحة والعافية لهذا الأخ الشاب

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً