السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا طالب في الثانوية كنت قبل شهرين من هذا اليوم في حالة جيدة، وكنت سعيدا، حتى جاء يوم من الأيام وأنا آكل فأصبت بغصة سببت لي كتمة مع الوقت بسبب شدة الخوف الذي حصل وقت الغصة، المهم بعدها الوالد قرر أن يقوم بفحصي في عدد من المستشفيات، وجميع المستشفيات قالوا لي إن حالتي جيدة حتى أن أحد الأطباء فكر أن يعرضني على طبيب نفسي، وأنا استنكرت هذا الشيء.

المهم مع الوقت لا زالت الكتمة موجودة عندي، وصرت أحس بالاكتئاب والخوف من الموت، وكل تفكيري بالموت، وبالمستشفيات وأن حالتي الصحية سوف تكون مستعصية على الأطباء، وأنهم لن يستطيعوا علاجي الخ.

هذا تفكيري كل يوم، وصرت أغلب الأيام أبكي من دون أي سبب، علماً أن حالتي الاجتماعية جيدة، وحالتي الأسرية أيضاً جيدة، لكني لا أدري ما هي مشكلتي؟ وبدأت أحس باليأس وبالقنوط حتى الأشياء التي كنت أمرح فيها قبل صرت الآن لا أعيرها أي اهتمام.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فيصل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

واضح أن الغصة أثناء الأكل أحدثت نوعًا من الخوف؛ لأن الغصة عادةً تكون مُرعبة، ويمر الشخص بلحظات توقف التنفُّس، ويحسّ أنه غير قادر على التنفُّس، وقد يُصاحبه خوف من الموت، وهذا ما حصل لك، ثم كل الأعراض التي أتت بعدها هي أعراض قلق وتوتر نفسي، وكما تعلم الفحوصات عادةً تكون سليمة؛ لأن القلق هو اضطراب نفسي، وليس اضطرابا جسديًا، وإن صاحبته أعراض جسدية فالفحوصات عادةً تكون سليمة، ومن أعراض القلق: الخوف من المرض، والخوف من الأمراض المستعصية، وأي ألمٍ يحسّ به الشخص يظنُّ أنه مرض خطير.

عدم معالجتك للقلق أدى إلى أعراض الاكتئاب التي تشعر بها الآن، من بكاءٍ وعدم فرحٍ ويأس وقنوط.

إذًا الآن أصبح من الواضح أنك تعاني من أعراض اكتئاب نفسي واضحة.

ليس لهذا الأمر علاقة في كثير من الأحيان بالمشاكل الأسرية أو الاجتماعية.

أخي الكريم: النصيحة التي قدَّمها لك الطبيب بالذهاب إلى طبيب نفسي هي النصيحة المناسبة، ويجب عليك ألا تنكر هذا، الأمراض النفسية الآن أمراض شائعة ومنتشرة، ولها علاجات فعّالة، سواء كانت دوائية أو نفسية، فيجب عليك التوجُّه فورًا إلى طبيب نفسي لمساعدتك وترك الذهاب المتكرر للأطباء الآخرين وعمل الفحوصات، فهذا لن يحل لك المشكلة، المشكلة نفسية بحتة - يا أخي الكريم - وعليك بالتوجه إلى طبيبك النفسي في أسرع وقت ليساعدك ولتزول منك هذه الأعراض.

وفقك الله وسدد خطاك.