السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهديكم أطيب التحيات، وأشكركم على جهودكم الجبارة في ردودكم على مشاكلنا، ونسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتكم.
لا أعرف من أين أبدأ كلامي، حيث أنني من كثرة الضغوط والهموم التي أعاني منها لا أعرف ما السبب الذي أدى أو يؤدي بي إلى ذلك، الحمد لله أنني لم أبتلَ بضر، وحياتي إجمالا مستقرة، وبالرغم من ذلك أشعر كأن كل شيء يحيط بي سيء، وأن العالم كله ضدي.
أنا دائم التفكير والقلق من أي شيء محيط بي، فكل موقف أمر به في حياتي أشعر اتجاهه بالقلق، فقد مررت في العديد من المواقف في حياتي جعلتني أشعر بلحظات ضعف ووهن، فأنا الآن أصبحت لا أقوى على شيء، لا صلاة ولا عبادة ولا عمل ولا صحة، أصبحت لا أقوى على القيام بأبسط الأمور، كل ما أريده في هذه الحياة أصبح الهروب من الواقع، ومن الحياة التي أعيشها، لا أريد أن أقلق من أي شيء حولي، أرغب بالعيش في عزلة تامة عن المجتمع وعن أسرتي، أن أجلس في مكان ما وحدي، أقضي فيه شهورا بدون أن أرى أحدا، إنني أعيش في عزلة اجتماعية شديدة بالرغم من أنني شخص اجتماعي، وأحب الناس كثيرا، ولكن لا أدري ما أصابني هذه الأيام.
بداية مشاكلي التي أعاني منها في حياتي بدأت منذ نعومة أظافري، حيث أنني كبرت على المشاكل التي تحدث بين أمي وأبي، كانا دائما في صراع مستمر إلى الآن، ومنذ 28 عاما، وانتقلت هذه المشاكل لتصبح بين إخوتي، فدائما بيتنا مليء بالمشاكل والصراعات بدون أية أسباب واضحة، نحن دائموا الصراخ والضرب والسب والشتم، لا أحد منا يحترم الآخر، حتى أختي الوحيدة لا تحترم أحدا، أجدها تشتم الجميع من أمي وأبي وإخوتي وأنا، بالرغم من أنها ليست صغيرة بالعمر فهي تبلغ 22 عاما.
بدأت رحلتي مع القلق منذ 7 سنوات من الآن؛ حيث أنني وقعت في مشكلة كبيرة مع أصدقائي، رأيت فيها كل أوجه الإهانة والذل ولم أستطع الدفاع عن نفسي، كوني كنت في موقف ضعف شديد، ومن حينها وأنا أخاف من كل شيء حولي، لو رأيت أحدا ينظر لي أحس أن هناك شيئا ما من وراء نظرته، لو أن أحدا أغلق هاتفه أحس أنه يقصدني في فعلته، أضخم الأمور، والمشاكل كثيرا لدرجة لا تصور، أخلق مشاكل من لا شي، فقط من ظنوني، مثلا لو أنني تكلمت مع شخص وافترضت أنه يظن شيئا ما، أخلق مشكلة من ظنوني وليس من أفعاله.
والآن أنا في حالة يرثى لها، حيث أن أختي قد خطبت حديثا منذ شهرين، وهذه أصعب فترة في حياتي، هناك الكثير من المشاكل بين أختي وخطيبها، فلا أستطيع أن أنام، أو أفكر بشيء سواهما، بالرغم من أنني على علم بأن أختي على خطأ في كثير من الأمور والمشاكل، لكنني لا أريد صراعات أخرى في حياتي، كوني قد مللت من كل شيء حولي، فما بالكم بمشكلة إضافية إلى حياتنا المدمرة.
وحاليا فإن هناك مشاكل كبيرة بين أختي وخطيبها قد تؤدّي إلى طلاق محتوم، مما أدى إلى كثرة الوساوس وتهويل الأمر بعد الطلاق بأنه قد يحصل كذا وكذا.
والأعراض التي أعاني منها حاليا: القلق الشديد، الرغبة في الهروب من الواقع، الكسل الشديد، فلا أقوى على الحراك، الصداع وألم في العينين، الوكز على الأسنان أثناء النوم كثيرا، الحزن الدائم، الخوف والهلع من الأشياء البسيطة، ضعف الشخصية والخجل الشديد من الناس، كثرة النوم والرغية به بشكل دائم، تهويل الأمور بشكل لا يطاق، النوم في السيارة خارج المنزل.