السؤال
السلام عليكم..
أولًا: أشكركم على مساعدتكم لنا، وأسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتكم.
ثانيا: عمري 18 عامًا، وهذه آخر سنة لي في الثانوية، ولدي أخت -حفظها الله وإياكم- تبلغ من العمر 19 عامًا، الجميع كان يتوقع لها مستقبلًا باهرًا، لأنها من الأوائل على مستوى المدينة التي نعيش فيها، تحب الجميع، وتساعد الآخرين، والكل متفق على حبها، وبسبب اجتهادها وتعبها في الدراسة كان طموحها دراسة الطب، وكانت دائمًا تفكر بمستقبلها، وعندما تخرجت من الثانوية العامة، وفي إجازة الصيف التي مدتها 3 أشهر، ولأننا في دولة غير عربية، ومن الصعب قبول الأجانب في جامعاتها الحكومية إلا بمنحة، وتستغرق مدة الرد شهرين.
قدمت على 3 جامعات كبيرة بسبب تحصيلها العلمي المرتفع جدًا، وكانت مدة الرد على الطلب شهرين، فهي بتلك المدة تعيش حالة قلق، نصحها أبي بأن تقدم أوراقها لجامعة خاصة، فرفضت خوفًا من التكلفة العالية على أبي، لأن وظيفته بسيطة، فهو لم يمنعها، والسفر كان صعبًا جدًا بسبب خوف أمي عليها، ولأن لدي ظروفي الصحية، فلا أستطيع مرافقتها، وبعد فترة شهرين رفض طلب أختي وأحبطت إحباطًا شديدًا جدًا، وتغيرت حالتها النفسية إلى أسوأ حالة، وكانت تتكلم معي في تلك المدة، ولا تخبئ عني شيئًا، لأنني الأقرب لها، وبدأت الدراسة، وأصبحت في المنزل، كنت ألاحظ عليها العزلة، وترفض الخروج بشكل كبير، وتبكي بشدة، وأصبحت عصبية جدًا جدًا، فهي بطبيعتها حساسة جدًا، وقالت لي: إنها لا تريد أن تتحدث معي أو مع أي شخص آخر بسبب الاكتئاب، وأنا والله أراعي مشاعرها وأعاملها بأسلوب طيب، وأهتم لها كثيرًا، لأنني أحبها كثيرًا، وكنت أقرأ عن الاكتئاب وعلاجه، فطبقت كل الحلول، لكن لا جدوى.
أريد سعادتها، أريد أن تعود ابتسامتها السابقة، فهي تعيش حالة نفسية سيئة جدًا، لا يعلم بها إلا الله، علمًا أن الترم الأول انتهى، وبعد عناء شديد درست في كلية صغيرة بتخصص ضعيف جدًا، ولا يتناسب مع طموحاتها، وأنا استبشرت خيرًا لأنها تحب العلم، ولكني صدمت بانتكاسة حالتها النفسية مرة أخرى بسبب بعض المضايقات التي تحصل لها في الكلية، بسبب حالتها النفسية، وبسبب سوء الإدارة والأنظمة، وأصبحت تلتزم الصمت، ومزاجها سيئ، وتحب العزلة وتفضلها بشدة، وتحاول أن تتجنبني.
انتقلت إلى مدينة قريبة من المدينة، بسبب العلاج، وكنت أتحدث معها بشكل شبه يومي، فهي حزينة وتشعر بالخوف بسبب مرضي، ومن فقدي، ولكن الآن لم أعد أتحدث معها بشكل قوي، لأنها تفضل الوحدة، ولا أريد أن أضغط عليه، فأنا خائف بأن يتطور الاكتئاب ويصعب علاجه.
أرجوكم ساعدوني، فليس لي غيركم بعد الله، وأعتذر عن الإطالة.