السؤال
أحس بقهر شديد، لا أعرف ماذا أريد! لا أحد يستمع لي ولا يهتم بما أشعر به، خصوصا أهلي، فمثلاً: أختي طلبت منها أن تحضر لي شيئا من السوق فرفضت! وأنا متأكدة لو أن أختي الأخرى طلبت منها ذلك فلن ترفض.
أريد الاعتماد على نفسي، وأصرف على نفسي، لكن قلة ثقتي بنفسي وذكائي المحدود، وأيضا سذاجتي تجعلني أنسحب، ولا أعرف أن أدافع عن نفسي، ولا أعرف النقاش، وإذا غلط علي أحد أنفجر غضبا. الكل يكرهني رغم طيبة قلبي، ولا أحد ينجذب لي ولا يحس بما أحس به. لا أريد الظلم أو أن أظلم.
كرهت فكرة الزواج خشية أن يجرحني كالباقي الذين يجرحونني، دائما ليس لدي صداقات، خجولة لا أعرف حتى التعبير عن نفسي؛ أصبحت أكثر من برامج التواصل؛ ليعوضني عن النقص الذي أعيشه مع أهلي، حتى وإن تكلمت مع الأشخاص خلف الشاشات أسكت ولا أعرف كيف أبدأ أو ماذا أقول! بالكتابة جريئة، لكن عندما أتكلم بالصوت بدون الصورة أرتبك وأخجل كثيرا. آخر مره ذهبت لأقدم على وظيفة سألني المدير: هل تعرفي كتابة رسالة؟ قلت لا. قال: كيف وأنت خريجة بكالوريوس؟ فأصبت بإحراج شديد ولم أعرف الجواب، وأصبحت لا أحب نفسي وأقول: لماذا أسلوبي كالأطفال؟! لماذا لا أعرف التحدث كفتاة ناضجة رغم أن عمري ٢٩ سنة؟! لكني أغلب الأحيان لا أحسن التصرف ولا حتى الكلام.
أحبطني كلام المدير عندما قارنني بفتيات أخريات وأنهن جريئات أكثر مني، رغم أنهن أصغر من عمري بكثير، وقال: سوف أجعلك في القائمة ونتصل بك في حال رغبنا في توظيفك. لا أعلم هل هو على حق أم المفترض ألا أهتم لكلامه وأبحث عن مكان آخر؟! هل هذا يعتبر تهربا من الوظيفة أم لا؟ كثيرا ما أتساءل: لماذا الآخرون أسئلتهم قوية وذكية وأنا لو سألت يكون سؤالي بسيطا وساذجا، وتضيع الكلمات مني؟!! حتى عندما كنت بالمدرسة لا أحب الاختلاط مع باقي البنات، وكنت أكتفي بصديقة أو صديقتين، ونادرا ألاقي صديقة تهتم لي، حتى عند دراستي في الكلية لم يكن لدي صديقة واحدة، كنت كل يوم أجلس مع واحدة أو مع مجموعة، لكن لم يكن لدي صديقة معينة ونتشارك في كل شيء، للأسف! كل واحدة أعرفها لديها صديقة تفضل الجلوس معها أكثر مني، ولا أخرج مع أحد أو أتصل بأحد أو أكلم أحدا بسبب أهلي؛ لأن منزلنا بسيط، عكس صديقاتي، كما أن منزل أهلي دائما فيه مشاكل وليسوا اجتماعيين، ومعقدين، أحس أن كل هذا أثر على تكوين شخصيتي هذه، لدرجة أني عندما أدخل في برنامج البث المباشر وأحاول التحدث مع فتاة أو رجل بدون أن يراني أفقد السيطرة على نفسي، وردود فعلي تكون إما الضحك الزائد أو الكلام القليل، ونبرة الصوت تكون منخفضة أو أرتبك، ويبدأ قلبي بخفقان بسرعة.
دكتورنا الفاضل، أريد أن أغير من شخصيتي، لا أريد الاعتماد على أحد، أريد أن أكون قوية دون أن أغضب وأظلم، أريد طرقا كيف أدافع عن نفسي دون تجريح، أريد أن أتحدث كفتاة ناضجة عكس ما يقال أني أتحدث كطفلة، أريد تعلم قيادة السيارة؛ حتى لا أنتظر خدمة من أحد، فأنا طبعي حساسة وغير اجتماعية منذ الصغر، لكن كل هذا أريد تغييره.
وشكرا.