الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تنميل وتوتر وحساسية مفرطة تجاه الطاولة..ما علاج مشكلتي؟

السؤال

السلام عليكم

أعاني منذ أربع سنوات من تحسسات مزعجة في اليد، تحديدًا عند المفصل والذراع والأصابع، وتتمثل هذه الأعراض في شكل تنميل، وتوتر، وحساسية مفرطة تجاه الطاولة، فعندما أضع مرفقي عليها، أشعر بتفاقم الأعراض، وكذلك عندما أمرّر شيئًا فوقها، كالعقيق أو الإكسسوارات، تراودني أحاسيس غريبة، وتلازمني هذه المشاعر طيلة اليوم.

بدأت هذه الحالة بعد فترة عصيبة عندما كنت في سن السادسة عشرة، حيث شعرتُ بتوتر كبير أثناء أحد الامتحانات، وارتجاف في يدي اليمنى، علمًا أنني كنتُ الأولى على الفصل والمدرسة لسنوات متتالية.

منذ تلك اللحظة، دخلت في دوامة من القلق، وكثرت الأسئلة من أهلي، وجربت الرقية الشرعية، وأجريتُ كل الفحوصات والتحاليل اللازمة للأعصاب، والعضلات، والعظام، تابعتُ كذلك مع طبيب نفسي لمدة ثلاث سنوات دون أي تحسن يُذكر.

أنا الآن أُظهر لأهلي أنني بخير تمامًا، لأنني شعرت بأنهم تعبوا من معاناتي، ولا أريد أن أستمر في موقع الشفقة، أريد أن أواجه هذه المشكلة بنفسي، أو على الأقل أن أتعايش معها، لقد سئمت الحياة بهذا الشكل، وأريد فعلاً أن أتحمل مسؤوليتي، وأُحدث تغييرًا حقيقيًا في حياتي، وأخرج من هذه الحالة.

أُشير إلى أنني قبل هذه الأزمة كنتُ متفوقة جدًا في المواد العلمية، لكن مستواي تراجع كثيرًا، ولم أستمر في المجال الذي كنت أبدع فيه.

أدرس الآن الاقتصاد، لكن انتباهي منصبٌّ بالكامل على هذه الأحاسيس المزعجة التي تتراوح بين التنميل، والوخز، والحرقة، وأحاسيس لاذعة. كما ألاحظ أحيانًا نبضًا في مناطق مختلفة من جسدي، خاصةً الذراع والبطن.

لا أملك دخلًا خاصًا، ولا أرغب في طلب المزيد من أهلي، لأنهم يتألمون لذلك بشكل لا أطيقه، ولا أحتمل أن أكون سببًا في معاناتهم، كلماتي هذه نابعة من رغبة صادقة في الخروج من هذه المعاناة، التي دفعتني في لحظة ضعف إلى محاولة الانتحار.

أنا لا أريد أن أكرر هذه التجربة، بل أريد فقط نصائح صادقة تُعينني على الخروج من هذه الحالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ haj حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا يمكنك المعاناة لوحدك بهذا الشكل، لا بد من طلب المساعدة، والأهل يُحبُّون أن تكوني سعيدة ومتعافية، وغير متألمة، مهما قدَّموا من تضحيات ومهما عانوا، فلذلك يجب أن تفعلي ذلك -أختي الكريمة- حتى لا يتألم أهلك، هذا من ناحية الأهل.

أما أنت ومشكلتك؛ فالأعراض البدنية المختلفة التي يكون منشؤها نفسيا؛ إمَّا أن تكون جزءًا من القلق والتوتر؛ لأن للقلق أعراضًا نفسية وأعراضًا جسدية، وبدنية، أو تكون جزءًا من الاكتئاب، أو تكون هي رمزا لمعاناةٍ للشخص المعني، فأحيانًا الشخص تُواجهه أحداث معيَّنة، أو مرَّت أو تمرُّ به ظروف صعبة ويُعاني نفسيًا، ولكنّه لا يستطيع التعبير المباشر -لسببٍ ما- عمًّا بداخله، فيتم التعبير عن طريق الأعراض البدنية، أو الجسدية.

أيًّا كان السبب؛ فلكلٍّ من هذه الحالات علاج، إمًّا بالأدوية، أو بالجلسات النفسية، ولا أدري ما هو نوع العلاج الذي تلقيته من الطبيب النفسي لمدة ثلاث سنوات! هل هو علاج دوائي -إذ لم تذكري أي أدوية- أم فقط جلسات نفسية؟

لا تيأسي -أختي الكريمة-. لا أدري هل في إمكانك المراجعة مع طبيب نفسي آخر أم لا، أم الظروف المالية لا تسمح لك بذلك؟! يمكنك على الأقل التحدُّث مع صديقة، وإفراغ ما يدور بداخلك وعدم الكتمان؛ فهذا يُساعدك.

هناك أشياء أخرى يمكن أن تفعليها، مثل: الرياضة، خاصة رياضة المشي يوميًا، فأيضًا تُساعد على الاسترخاء، أيضًا الهوايات المختلفة، الانشغال بأشياء مفيدة، ومحاولة صرف التفكير عن الأفكار السالبة، إمَّا بتجاهلها، أو تحويلها إلى أفكار إيجابية؛ كل هذا يُساعد في التخلص من المشاكل والأعراض النفسية.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً