السؤال
السلام عليكم.
أنا فتاة عمري 27 سنة، منذ حوالي 6 سنوات تم تهجيري من بلدي سوريا وسافرت لأعيش ببلد أجنبي مع أمي وأبي، توفي والدي بعد 4 أشهر من سفرنا، وبقيت بمفردي مع أمي، ومنذ تقريبا 10 سنوات والتعسر يلازمني بكل تفاصيل حياتي، أشعر بالإنهاك التام من هذا الأمر الذي استنفذ كل قوتي، أشعر أني بحاجة لرجل يقف بجانبي ويكون عونا لي ويحميني، وأدعو الله كثيرا حتى أصبح عندي هوس بالدعاء، لدرجة أشعر بنفسي أنني أدعو الله بالزواج وأنا نائمة، لأني فتاة ولا أرى نفسي قوية الشخصية، وأعيش ببلد أجنبي بمفردي، تعرضت للكثير من الاستغلال، تعرضت لتحرشات جنسية، كلما تقدمت لعمل أتعرض للكثير من الاستغلال، وأحيانا تحرشات وأحيانا لسرقة حقي وأموالي، الأمر الذي جعلني لا أكمل بعمل أكثر من شهرين، تعرضت لملاحقات ومضايقات وسخرية وشماتة من قبل الأقرباء والأصدقاء بسبب ما أمر به الآن.
لا أستطيع مواجهة الحياة بمفردي، والخوف ينهش قلبي، أرسلت حالتي النفسية لكم من قبل وتم تشخيصها برهاب الساحة.
قمت بالتسجيل في 4 جامعات ولم أوفق بالتخرج على الإطلاق، أول جامعة تركتها وأنا على وشك التخرج، والثانية بعد دراسة سنة، والثالثة بعد سنة، والآن أحاول في الجامعة الرابعة وليس عندي أمل بالتخرج.
تقدم الكثير لخطبتي، لكن الأمر لا يتم إطلاقا وبدون سبب يذكر، فقط بسبب عدم التيسير، أخذت بالأسباب وداومت على قراءة سورة البقرة يوميا مع الرقية الشرعية قرأتها على ماء، ومداومة عليها منذ 5 سنوات مع الاستغفار والدعاء، ويوميا أصلي في الليل وأشكو لله كل همومي وأبكي.
الآن وصلت لمرحلة التعب التام، وفقدان الأمل، ولم أعد أتخيل المستقبل والعائلة والأطفال والشهادة والعمل، أصبحت أخاف حتى أن أحلم، وأفكر ما هو الذنب الذي اقترفته حتى أعاقب هذا العقاب القاسي.
أعلم أن الدعاء كله خير، ولست معترضة على شيء، ولم أتوقف عن الدعاء، ولم أقل دعوت ودعوت ولم يستجب لي، وأعلم أن الله إذا أحب عبدا ابتلاه، وأعلم أن جزاء الصبر كبير عند الله، أعلم كل الأمور، ومؤمنة وراضية بها، وأعلم أن ليس هناك أي حل سحري أو إنسان قادر على أن يخرجني من همي سوى الله.
قرأت الكثير عن حالات لفتيات مثل حالتي هنا في الموقع الذي لفت انتباهي، جميع القصص التي قرأتها كانت لفتيات الله وفقهن بشيء ما، مثل أن معظمهن درسن وتخرجن ويعملن، ومنهن مقيمات في بلدانهن آمنين مع أهلهن وعائلاتهن، أنا أتمنى لو كنت أملك شيئا واحدا فقط، العمل أو الدراسة أو الزواج حتى بدون أن أرزق بأطفال، كنت أتمنى أن أحظى بفرحة واحدة منهن، وليس عندي طمع أن أحظى بكل الأمور.
لا أشكو لأحد، ولا أحد يعلم كمية الألم التي بداخلي حتى أقرب المقربين مني، فأنا لا أحب أن يراني أحد ضعيفة يائسة ومنكسرة، ولكن تعبت من التمثيل أمام الجميع، تعبت من التمثيل أني عديمة الإحساس، ولا مبالية بكل ما حصل لي، ولهذا السبب أرسلت رسالتي هذه للموقع لأني لم أجد مكانا أفضل من هنا لكي أتحدث عن ألمي، وأحظى بنصيحة تريح قلبي.