السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

أنا شخص مصاب بالوسواس القهري، وحاليا أتعالج ببرنامج ممتاز، فيه طرق مقاومة الاسترسال مع الأفكار، والحمد لله تحسنت كثيرا لأنني كنت أسترسل مع الأفكار لعدة ساعات وأطبق ما يلح به علي الوسواس.

أما الآن فأنا لا أطبق، ولا أسترسل إلا نادرا، ولفترة جد وجيزة، وهنا أريد التخلص من مشكل صغير مستمر معي ألا وهو بداية الاسترسال، حيث في بعض الأحيان أسترسل لمدة لا تتجاوز 6 أو 7 ثواني، فهنا أريد الحل حتى لا أسترسل نهائيا، فهل تدريجيا سأعالج وسيختفي الاسترسال؟

فأنا أؤمن أن الأفكار التسلطية لن تزول كما هو معلوم في برنامج العلاج، ولكن يمكن التغاضي عنها بنسبة 100% يعني عدم الاسترسال معها هو العلاج، فتحسني كبير جدا وأنا فرح بهذا، ولكن أريد أن أطمئن أكثر إن كانت مقاومتي ستزيد حتى تقضي على الاسترسال بشكل نهائي؟

وشكرا جزيلا لكم.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حمزة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك الشفاء والعافية.
أخي: قطعًا برامج مقاومة الاسترسال لعلاج الوسواس القهري هي برامج جيدة وممتازة، وهو برنامج سلوكي فعّال، وهو نوع من صرف الانتباه عن الفكرة، ويجب أن تُدعمه - أيها الفاضل الكريم - بالتجاهل المطلق، وأن تشغل نفسك بما هو مفيد، وهذا لا يتأتَّى إلَّا من خلال حُسن استغلال الوقت، وتجاهل وتحقير الوسواس ولا شك في ذلك.

أنا أعتقد أنك -إن شاء الله تعالى- سوف تصل إلى غايتك المنشودة، وهي أن تكون صحتك النفسية ممتازة، وتتخلص من هذه الوساوس.

واصلْ على نفس البرامج، وكما ذكرتُ لك: يجب أن تتخلص من الفراغ الذهني والفراغ الزمني من خلال حسن إدارة الوقت، وتطبيق تمارين استرخائية أيضًا مفيد جدًّا، لأن المكوّن الرئيسي للوسواس هو القلق، وحين يسترخي الإنسان جسديًا سوف يسترخي أيضًا ذُهنيًّا، لذا تمارين الاسترخاء نراها مهمَّةٌ جدًّا وتُفيدُ كثيرًا.

وبصفة عامَّة - أخي الكريم -: كما تعلم أن العلاج الدوائي مهم جدًّا في علاج الوساوس الفكرية، والوساوس الفكرية هي التي تؤدي إلى الاسترسال في الأفكار واستحواذها.

فشاورْ طبيبك فيما يتعلَّق العلاج الدوائي، أنا أراه مهمًّا ومفيدًا، بجانب العلاجات السلوكية التي تُطبِّقها أنت، والدواء سوف يجعلك في وضع انبساطي استرخائي يسهل عليك مقاومة الوسواس وتحقيره وعدم الاسترسال فيه.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.