السؤال
في يوم ما استقيظت من النوم وذهبت لآكل، عندما نهضت أحسست بدوخة وبشيء غريب، واعتقدت منها أنها سكرة الموت، وأصبت بحالة من الخوف الشديد، وضربات شديدة، وانتابتني نوبة الهلع، حتى أني ذهبت إلى الطوارئ، (مع العلم أنه منذ سنتين عانيت من اكتئاب بسبب الخوف من الموت، ولكن بفضل الله تغلبت عليه بدون أي أدوية علاجية).
بعد كل التحليلات وايكو القلب كان كل شيء سليما، وعدت إلى حد ما إلى طبيعتي مع خوف بسيط من أن تتكرر، وحاولت أن أحقر منه، ولمدة يومين كان كل شيء طبيعيا، ولكن في اليوم الثالث كنت أجلس مع أصدقائي وجاءني إحساس وقلق أنها تتكرر، وكاد أن يتكرر ولكن سيطرت على الوضع، ولكن من بعد هذا الموقف وأنا في حالة عدم تركيز وانفصال عن الواقع شديدة جدا.
أحس أني شبه ميت ولا أستطيع أن أكون سعيدا بأي شيء، ذهبت إلى طبيب أذن اعتقادا مني أنه له علاقة بالتوازن، ولكن كل شيء سليم عضويا، أحس بأني غير حاضر إطلاقا، وأن كل شيء بات غريبا منذ هذه اللحظة، بحثت في هذا الموضوع وكان أقرب وصف لي هو اضطراب الآنية، مع العلم أني كنت شخصا رياضيا جدا، وأذهب إلى التمرين مرتين يوميا، وأتبع نظاما غذائيا صحيا بعيدا عن أي شيء ضار، حتى إن نسبة دهوني وصلت 7 بالمئة، وجسدي كان رشيقا جدا ورياضيا.
الآن لا أذهب للتمرين منذ هذا الإحساس (منذ شهر حتى الآن مستمر لا يفارقني) بسبب عدم التركيز والقلق الشديد، حتى مستواي الدراسي بات منخفضا بشكل رهيب بسبب عدم تركيزي وعدم حضوري، وعدم قدرتي حاليا على قيادة السيارة بسبب هذا الشيء، حتى أني أعتقدت أني سأعيش بقية حياتي بهذا المنظر، لدرجة أني إذا أحسست بتحسن بسيط أقلق بسببه ولا أصدق بأنه سيذهب، وأعود للحالة من جديد، أشعر كأني ميت، ومتبلد المشاعر والإحساس، وغير حاضر أصلا، علما أني كنت في أسعد حالاتي قبل هذا كله.