السؤال
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته.
أنا فتاة، عمري 18 سنة، محجبة، من المغرب، وقبل سنة ونصف من الآن كنتُ أدرس في السنة الثالثة الثانوية، وهي السنة الأخيرة التي نسميها نحن "البكالوريا"، كنت أدرس بشكل عادي، لا كثيرًا ولا قليلًا، وعند اقتراب الامتحان النهائي لم أَعُد قادرة على إتمام المراجعة، فتوقفت وأعدت السنة الدراسية، وكنت أدرس جيدًا.
وعند اقتراب الامتحان مجددًا -بفترة أطول قليلًا من الأولى- تعرضتُ لحالة أسوأ من قبل، من التوتر والبكاء والخوف الشديد، بل إن كل ما سبق لي أن راجعته كنت أشعر بأنه غريب عليّ ولم يسبق لي أن رأيته، فتوقفت عن المراجعة، لكني ذهبت إلى الامتحان بعد معاناة شديدة، ونجحت بميزة حسن جداً.
وبعد ذلك، جاءت فترة المباريات، وسجلت في دروس الدعم لها، واخترت حسب معدلي اجتياز جميع المباريات، لكني لم أنجح في أي واحدة، ومر عليّ الصيف عذابًا نفسيًا.
ثم التحقت بإحدى الجامعات التي تعتمد على النقاط، لكني هذه المرة مع بداية السنة تعرضت لنفس الحالة من بكاء وقلق وتوتر وخوف، ولم أعد قادرة على الاستمرار في أي شيء له علاقة بالدراسة، وهذا ما يعذبني، لأني أريد أن أصل إلى مراتب عليا، وبدأت أشعر أني أدخل شيئًا فشيئًا في الاكتئاب، حيث لم أعد مهتمة جيداً بالأكل أو الضحك.
أنا جد خجولة، ليس لي أصدقاء عدا أختي التي هي طبيبة الآن، ووالداي أستاذان، وقد أصبحت أتهرب من التحدث مع الناس حتى لا أتعرض للإحراج، وعندما أرى شخصًا ما، أتساءل: هل هو متعلم؟ هل يجيد التحدث بلغة أخرى؟ هل هو يعمل؟ هذا كل ما أفكر فيه، هل لن أصبح مثله في يوم من الأيام؟ فأنا أريد أن أصبح دارسة وموظفة، لكني ما عدت قادرة على حمل الكتاب والمراجعة، وهذا يخيفني كثيراً.
أشعر وكأني تعودت أو لدي ميل للراحة، ولا أريد سواها، مع العلم أنه بإمكاني الترشح من جديد في العام المقبل، لكن كل ما أفكر فيه أني لا أريد أن أضيع الوقت، وأريد أن أشتغل لأعيش حياتي دون معاناة مع الدراسة.
المرجو منكم المساعدة العاجلة والتوجيه السليم، وشكراً.
للعلم: أنا لا أسافر كثيرًا، ولا أخرج كثيرًا، ولا أتمتع بالحياة كثيرًا.