الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاضطراب الوهمي أثر على أفعالي الشخصية وأصبحت منطوياً

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا مريض بالوهم، ورغم أنني تلقيت العلاج بالرقية الشرعية، إلا أنه ما زال مسيطرًا عليّ، قمت بارتكاب بعض الأفعال المشبوهة في الواقع، ومررت بتجربة عادية، وبعد التشخيص الطبي أدركت ماهيتها في الماضي، لكن قبل إدراكي لها، كان مرض النسيان قد انتابني؛ مما أدى إلى عدم قدرتي على تمييز الأشياء بشكل صحيح، وبالتالي أصبت بمرض الاضطراب الوهمي.

تبدلت نظرتي للمجتمع، وأصبحت منطويًا منعزلًا، ولا أفهم من أفعال الآخرين سوى السوء، بمعنى آخر: ما أصابني كان نتيجة وهمية لتلك التجربة، إذ أشعر بالذنب الوهمي، وبدر مني أفعال ناتجة عن هذا المرض، وفي الحقيقة كان ذلك مجرد تفسير خاطئ وعدم تمييز، وهو ما تبين بعد الفحص العلمي والتحري الطبي.

هل أُحاسب على أفعالي نتيجة هذا المرض الوهمي الذي أفقدني قدرتي على التمييز؟

وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سامي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية.

أخي الكريم: إذا كان المرض النفسي وصل لمرحلة الذهانية، أي أنه قد أصبح مرضًا عقليًا يفقد الإنسان البصيرة ولا يستطيع أن يوجه إرادته، ويكون حكمه على الأمور خاطئًا، في هذه الحالة قطعًا تسقط عنه الأهلية، لا نقول الأهلية الكلية لكن الأهلية التي قد تتأثر بأفعاله الناتجة من أفكاره، وهذا النوع من الأفكار يسمى بالأفكار البارونية أو الضلالية الاضطهادية، وغالبًا صاحبها لا يدرك أنها خاطئة، في هذه الحالة -يا أخي الكريم- تسقط المسؤولية عن الإنسان، إذا كانت مسؤولية جنائية أو حتى مسؤولية دينية.

لكن كل حالة يجب أن تقيم بذاتها هذا أمر ضروري جدًا، ولا بد أن يكون الرأي هو رأي الطبيب المقتدر الثقة، وفي بعض الأحيان بعض الناس تنتابهم وساوس، الوساوس تكون متسلطة على الإنسان ويدرك خطأها، وهي غالبًا لا تدفعه نحو أي شيء خطأ؛ لذا في هذه الحالة إن ارتكب الإنسان أمرًا غير صحيح فعليه المسؤولية، هذا هو الموقف.

لم توضح في رسالتك أمثلة لنوعية التوهم الذي كنت تعاني منه، لكن في مجملها توجد بعض المؤشرات التي ربما تشير أن حالتك كانت من نوع من الظنان، والذي ربما يكون ذهانيًا، لكني أفضل أن تذهب إلى طبيب نفسي موثوق وتعطيه التفاصيل الكاملة لنوعية الأفكار التي كانت تنتابك وتهيمن عليك، وقطعًا الطبيب من خلال المناظرة المباشرة يستطيع أن يشرح هذه الأفكار، ويعطيك بعد ذلك رأيه العلمي السديد.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً