السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عمري 34 عامًا، وأنا عاطل عن العمل، أودّ معرفة المهارات التي ينبغي على الرجل تعلّمها؛ فقد اكتشفت مؤخرًا بعد تقييمي لذاتي، أنني أفتقر إلى الكثير من المهارات.
فعلى سبيل المثال: لا أُجيد أعمال البناء، ولا قيادة السيارات، أو الدراجات النارية (المواتر)، ولا حتى حفر القبور، فضلًا عن افتقاري لمهارات التواصل الاجتماعي الفعّال، وهذه مجرد أمثلة على العديد من المهارات التي يُتقنها كثير من الناس في مجتمعي، بينما لا أُجيدها، فما هي المهارات الضرورية التي ينبغي لكل رجل أن يمتلكها؟
في كثير من الأحيان، عندما أركب مع شخص في سيارة، سواء كان المشوار قصيرًا أو طويلًا، أو حتى عندما أزور أحدًا، أو يزورنا أحد، لا أجد ما يمكنني التعبير به، فنقع فيما يُعرف بـالصمت المُحرج، لذلك أضطر لاختلاق موضوع من أي شيء يدور في بالي.
صحيح أنني أعرف الشخص وهو يعرفني، لكن معرفتنا غالبًا ما تقتصر على السلام، أو معرفة الأسماء فقط، وفي مجتمعنا، إذا لم تتحدّث أو تُبدي نوعًا من الأُنس مع الناس، يُنظر إليك على أنك غريب الأطوار، أو حتى مريض نفسي، ولهذا أتحدث بأي شيء، ولو لم يكن مهمًا.
لكن لأنني أكون متوتّرًا ومرتبكًا، أتلعثم كثيرًا، وأضحك بصوت عالٍ، بل أحيانًا أضحك لأسباب تافهة، ثم أتمنى لو أنني لم أتحدث أصلًا.
دائمًا ما أفتح مواضيع تافهة، أو أقع في الغيبة والخوض في أحاديث الناس، ولهذا قررت أن لا أتحدث، حتى لو امتدّ المشوار لساعات، إلا إذا دعت الحاجة.
ما قصدته من هذا القرار، هو أن أتعمد التغابي والتجاهل والتغافل عن الناس وما يدور حولي؛ حفاظًا على نفسي من الزلل، لكن الناس كثيرًا ما يُسيئون الفهم، ويعتبرونك أهبل أو معتوهاً، أو أنك لا تعرف شيئًا، فلا تُحترم في المجتمع.
لذلك: أجد نفسي مضطرًا للكلام، رغم أن ذلك يُخالف هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- في قوله: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت".
في السابق كان لدى بعض الناس انطباع عني، وليس مجرّد توهُّم، بل سمعته من أكثر من شخص، وهو بأني لا أتكلم، ولا أُحسن الحديث، ولا أفقه شيئًا في الحياة، مع أنني أؤمن إيمانًا قويًا بشخصيتي، وبثقافتي، واطلاعي، ولدي العديد من الصفات الجيدة.
لكن لا أعرف كيف أتعامل مع هذه المواقف المحرجة، فقد أصبحت أتجنّب زيارة الناس؛ بسبب افتقاري لمهارات التواصل؟