الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من اضطرابات نفسية.. هل أحتاج إلى دواء؟

السؤال

نشكركم على موقعكم الرائع

قبل ٥ شهور كان لدي ضغط عمل شديد، وكنت غير مكترث للموضوع، إلى أن وصلت لدرجة شعرت فيها أن عقلي قد توقف عن العمل، وجاءني بعد يومين أن أمي قد أصابتها انتكاسة، وهو اكتئاب ذهاني بعدها لاحظت أن حالتي قد تغيرت وحدثت معي نوبات هلع، وبقي بعدها مزاجي سيئا على مدار الساعة، ولم أستطع العمل أبدًا أو أعمل لمدة أقصاها ساعة.

أصابني التشتت وعدم القدرة على التركيز، وفقدت الكثير من وزني خلال مدة قصيرة، وكنت آكل فقط لأعيش، استمرت حالتي هذه شهرين، ولكن خلال هذا الوقت كانت الأعراض بدأت تقل إلى أن اختفت تدريجياً، وأصبح مزاجي جيداً، ورجعت أعمل، لكن ليس كما كنت يبقى ذهني مشتتا، وأشعر أني في أي لحظة قد أرجع إلى الحالة السابقة كان شعوري في هذه الفترة كأنني في حرب، حيث كنت أحذر من أي مشاعر تأتيني وأخاف منها.

استمرت أيضا هذه الحالة قرابة الشهر، واختفت تدريجياً لاحظت بعدها أن تفكيري قد اختلف كليا، حيث أصبحت الأمور البديهية غير بديهية، ووجود أفكار غير عادية ووساوس، لكن بفضل الله لم تستمر هذه الحالة طويلاً، الآن لا أدري هل أنا طبيعي أما لا؟ وتأتيني حالات أحس بها كأنني في نوبة هلع، لكن دون أعراض جسدية، حيث يصبح عقلي فارغاً أو تتسارع الأفكار، وتختلط في ذهني، وأكون في حالة شلل، وإذا ظهرت أعراض جسدية يكون الشعور بالخوف مع زيادة معدل ضربات القلب، لكن نادرا ما تظهر الأعراض الجسدية.

علما أنني لم أتناول أي دواء، وكنت قبل ٣ سنوات قد تعالجت من أضرار الهلع وأخذت purlex 10 g لمدة سنة، فما هو تشخيص حالتي؟ وهل أحتاج إلى دواء؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Muath حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونسأل الله لك العافية والشفاء.

من الوصف الذي وصفته: هذه النوبات التي أتتك يظهر أنها نوبات قلق ومخاوف متأرجحة، وربما حدث لك شيء من نوبات الهلع البسيطة أيضًا.

عمومًا: كلها تأتي تحت نوبات قلق المخاوف البسيط، وقد تكون هنالك أيضًا وسوسة، وتداخل شديد في الأفكار، وتشتت في الأفكار، ممَّا يؤدي إلى الشعور بضبابية التفكير وضحالته، وأنت وصفت ذلك بصورة ممتازة جدًّا.

أيها الفاضل الكريم: إن شاء الله تعالى هذه الحالة حالة عارضة، لكن بما أنه لديك تاريخ سابق لنوبات الهلع أعتقد أنه من الأفضل لك أن تتناول عقار (سبرالكس) مرة أخرى، دواء مفيد وبسيط، ولا تحتاج أن تتناوله لفترة طويلة، ابدأ بنصف حبة (خمسة مليجرام) يوميًا لمدة عشرة أيام، ثم اجعلها حبة واحدة يوميًا لمدة شهرين، ثم نصف حبة يوميًا لمدة عشرة أيام، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة عشرة أيام أخرى، ثم توقف عن تناول الدواء.

وبجانب الدواء حاول أن تُحسّن دافعيتك من خلال ممارسة الرياضة، والتمارين الاسترخائية، والتواصل الاجتماعي، والحرص على العبادات، خاصة الصلوات في وقتها، وأن تنظم وقتك، وأن تلجأ إلى النوم الليلي المبكّر، وأن تكون لك مشاركات إيجابية داخل الأسرة.

أخي الكريم: هذا هو الذي أنصحك به، وإن شاء الله تعالى الحالة بسيطة، وكما ذكرتُ لك سوف تنحسر، وتنتهي إن شاء الله تعالى، طبعًا أيضًا سيكون من الجيد جدًّا أن تجري فحوصات طبية عامّة: تتأكد من مستوى الدم، ووظائف الكبد، ووظائف الكلى، ومستوى فيتامين (د) وفيتامين (ب12)، ووظائف الغدة الدرقية، ومستوى السكر، والدهنيات، هذه فحوصات عامة من المفترض أن يُجريها كل إنسان من وقتٍ لآخر.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • سوريا حمدي

    اللهم اشفي مرضانا ومرضى المسلمين جميعا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً