السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة، أكرمني الله عز وجل بتعلم القرآن الكريم وتعليمه، وقد أقمت مع أهلي خلال السنتين الماضيتين بالسعودية، وقد كنت خلال هذه الفترة أعمل محفظة قرآن بدار نسائية لتحفيظ القران الكريم.
في بداية تدريسي بالدار تعرفت على إحدى الطالبات، وكانت بداية تعارفي بها عندما شعرت أن عندها فراغا شديدا في حياتها، وعدم استغلال لأوقاتها، فحاولت أن أنصحها، فنظمت لها أوقاتها، وحددت لها أهدافها، فوجدت منها استجابة سريعة، فتابعت معها، فأكرمها الله عز وجل فأتمت حفظ القرآن في أقل من عام، وقويت علاقتي جداً بها، فصارت صداقة حميمة، وقد كانت في مثل عمري تماماً، اتخذتني مثلاً أعلى لها، بل تحول الأمر بمرور الأيام أن صرت أمثل لها كل شيء في حياتها، ولم يكن شيء ينكد عليها ليل نهار إلا تذكرها بأنه لابد أن نفترق في يوم من الأيام لأنها سعودية وأنا مصرية، وبمرور الوقت انتبهت لتصرفاتها معي، وبدأت أدرك أنها تعلقت بي لدرجة زائدة عن الحد، واتهمت نفسي بأنني السبب لعطائي الزائد لها، واجهتها بحقيقة الأمر، وأن هذا سيقودها لخطأ شرعي، وهو انشغال قلبها عن الله، وطلبت منها أن نتعاون لعلاج الأمر حتى يكون حبنا لله وفي الله فعلاً.
في البداية وافقتني، ولكنها لم تستجب فيما بعد، لما طلبته منها من أن تحاول أن تبتعد عني بعض الشيء، فزاد الأمر معها، فأصبحت تتهمني بالقسوة، وتعبت حالتها النفسية، وتوقفت حياتها، فأشفقت عليها، فعدت معها كما كنت، وعندما تتحسن حالتها أعود لمحاولة علاج الأمر مرة أخرى، فتعيد هي نفس رد الفعل، في البداية توافقني وتقر بخطئها، ثم عند التنفيذ العملي لا تستجيب، بل إن تصرفاتها غريبة جداً، فهي لا تسمح لي أن أصاحب أحداً غيرها، وتغضب إذا علمت أني اتصلت بأحد أو زارني أحد.
الآن أنا غادرت السعودية، وعدت لمصر منذ عدة شهور، وعلاقتنا ما زالت قائمة عن طريق الاتصالات والرسائل، ولكن حالها ما زال كما هو، وفشلت معها بكل وسائل النصح، أنا حزينة لأجلها، وأشعر أني أفسدت أكثر مما أصلحت، فكرت أن أقطع علاقتي بها لعلها تعود لرشدها، ولكني أخشى أن يأتي ذلك بنتيجة عكسية، ماذا أفعل؟
أفيدوني جزاكم الله خيراً.