السؤال
السلام عليكم
أنا امرأة عشت طفولة فيها شيء من التوتر والحرمان العاطفي، كنت ثامن إخوتي وأصغرهم، وكان والدي -شفاه الله- يميزني بمعاملة خاصة، ويقف معي في كل مشكلة "يبالغ بحمايتي"، وهذا التصرف الذي لا أعرف سببه أدى لوجود تصدع في علاقتي مع إخوتي وأخواتي، فكنت بالنسبة لهم مصدر إزعاج وفتاة مدللة أنانية، دائما أتعرض للنقد منهم وللكلام الجارح، والاستبعاد بسبب حماية والدي، وبسبب تصرفاتي الطفولية الأنانية.
لكن في المقابل، كانت والدتي وبسبب كثرة الأعباء، وواقع حياتنا الصعب، وظروف المعيشة الضيقة وغيرها، كانت دائما تتصرف معي بجفوة، ولا تشعرني بحنانها، كنت أحب أن ألتصق بها وأقبلها وأحضنها، وهذا التعلق كان يقابل بالرفض والانزعاج والتقريع أحيانا.
عانيت من مشاكل عديدة: " تبول لا إرادي، عادة سرية في سن صغيرة، لم أكن أدرك معنى تلك العادة، أو أملك أي ميول جنسية، وغالبا سببها الخوف والتوتر من العقاب الذي كان ينتظرني عند التبول ليلا، الغيرة من ابن أختي الأصغر".
كبرت بعدها ودخلت في تحد جديد وهو بناء علاقات اجتماعية، وكان الأمر صعبا بالنسبة لي، كنت أشعر دائما أنني لست مرغوبة، وأرغب في الحصول على الاهتمام والتقبل، مما جعلني لاحقا أحول كافة اهتمامي لذلك الأمر، وأصبحت على استعداد لفعل أي شيء لجذب الانتباه، والحصول على القبول عند الناس، كنت تلقيت تربية صارمة رغم مشاكساتي وسلوكي الفوضوي، لكنني لم أكن أجرؤ على فعل الأشياء الخاطئة، وشيئا فشيئا أصبحت أدرك قيمة ذكائي وموهبتي في التحدث لجذب انتباه الآخرين واهتمامهم، وفعلا حصل.