السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
آسف على الإطالة. فالموضوع يخص نواة المجتمع المسلم.
أنا صيدلي عمري 36 عاما، زوجتي تعليمها متوسط، وعمرها 30 عاما، متزوج منذ 2012 م، وزوجتي طوال 10 سنوات تشتكي بين الحين والآخر من حياتنا الزوجية، تشهد بمميزاتي من كرم وحب لأولادي، وتشتكي من عيوبي ومن قلة اهتمامي بها، وغير ذلك.
كنت معتكفا وجاء العيد، وزيارة أهلي وأهلها، ثم انشغالي باختبارات آخر العام لابني، وجدت كالعادة انطواء منها وغضبًا مفاجئا، ولا أدري ما سببه هذه المرة، جلست معها للنقاش ووجدت منها الشكوى المتجذرة، وعدم الرضا بحالنا هكذا سألتها هل حالي في تحسن أم تدهور أم ثابت؟ ردت بعدم المعرفة، أخبرتها أنني عجزت، ومحاولاتي فشلت في إشباع ما تحلم به.
أما المأكل، الملبس، المسكن، العلاج، بشهادتها غير مقصر فيه، وأما عن المتطلبات العاطفية التي تتمناها ولا تجدها، فأكدت عليها أن هذا طبعي، لا يدل على عدم حب أو معزة، بل قلة حيلتي فيها، وحاولت التحسن، بالتنزه خارج البيت، الاتصال بها أثناء خروجي، الهدايا، طريقة اللبس داخل المنزل، تفريغ وقت للجلوس معها، جلوسها عند أهلها أياما كل شهرين، كل ذلك بمعدل مقبول.
ثم أنشغل بدعوة أو عمل، ثم يظهر الانطواء منها والشكوى مجددا، قد يسهل على الإنسان أن يتحمل الأذى، ولكن يصعب أو يستحيل أن يتحمل أن يرى من أمامه يعيش في مأساة وتعاسة من أجله، أكثرت عليها سابقا فكرة الاهتمام المشترك كي تذوب كثير من المشاكل والانفرادات، أحفظ أطفالي بالمسجد، وترفض تحفيظ البنات، أقص على أولادي قصص الأنبياء قبل النوم، ولا تجلس معنا، وأخيرا طلبَتْ الحل لما نحن فيه.
صارحتها أنه ليس بالإمكان أفضل مما كان -إلا أن يشاء الله-، وقلت لها لو أني في نظرك مقبول بمميزاتي وعيوبي، فنعيش برضا وعدم سخط، فرفضت، واقترحت إما الابتعاد، وتأخذ مبلغا شهريا وتستأجر شقة مع أولادي، أو تعيش معي غير راضية، لتحاجني عند الله يوم القيامة، فاخترت الأول، ولا أحمل في عنقي محاجة، أفيدوني.