السؤال
مررت لمدة ثلاث سنوات بضعف شديد، وحساسية من أقل الأشياء، وبكاء كثير، وإحساس بالدونية، وعزلة، وأيضاً كنت أصحو من النوم متوترة، وأحس أن الوقت سيمر بسرعة.
أتأكد من الشيء أكثر من مرة، وأؤدي الأعمال وأنا مرهقة من كثرة التفكير، وكنت أشعر بأن العمل الذي أؤديه لا أفعله كما يجب وأن الأفضل لو قام به غيري.
كنت أرى الأمور بسلبية، وبالرغم من حبي لمن حولي، فإني كنت لا أتفاعل معهم، مما يعبر عن حبي، وكنت أشك في نفسي ونيتي، وأجلد ذاتي كثيراً.
علماً بأني كنت اجتماعية، ومعروفة بالطيبة بين من حولي، وكنت من الأوائل، حتى وصلت منذ ثلاثة أشهر لمرحلة صعبة من عدم تركيز، وتفكير كثير، لا ينقطع، وجلد ذات على كل شيء، وصعوبة في الإدراك، وكنت أحس بخنقة شديدة حين أرى الناس من حولي يعيشون حياتهم بسلاسة، وأستغرب الأعمال البسيطة العادية كيف يفعلونها، وحتى التفكير كيف يفكرون!
فقدت الإحساس بنفسي واحتياجاتي، ولم أعد أهتم بنفسي، وكأني في عالم آخر، ولم أعد أحس بالآخرين، ولم أستطع القيام بأي عمل، ولو كان يسيراً، وكنت أرجو الموت بشدة، وأفكر في الانتحار، وفقدت الأمل في الحياة.
مات والدي بتلك الفترة، ولم أحس بشيء، ولم أستطع مساعدته، وبعدها ذهبت لطبيبة نفسية وشخصتني باضطراب وجداني مؤقت، وأتممت علاجي، وتحسنت كثيراً، لكني أحس بضعف في نفسي، واهتزاز في مفاهيمي، وأخاف عندما أفكر في العمل والزواج، وتأتيني أوقات أقلق فيها بدون سبب، وأحس أني ضعيفة جداً، والناس كلهم أقوياء، وهذا يستهلك طاقتي، أخاف الحياة بهذا الضعف، وأتمنى الموت، ومزاجي كئيب من الخوف!