الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشعور المستمر بدنو الأجل بين الطبيعي والمرضي

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم،

أرجو من سيادتكم الاهتمام بسؤالي هذا؛ لأني أوشكت على أن أجن من كثرة التفكير في هذا الموضوع، حيث أنه جاءني إحساس بأني أموت الآن، وشعرت في وقتها أن روحي تخرج مني، فحاولت أن أشغل نفسي بأي شيء ولكن هذا الشعور أو الإحساس ظل يراودني، وهذا الإحساس مسيطر على عقلي حتى الآن ما يقرب من شهر وقد سمعت أن الإنسان قبل موته بأربعين يوماً يأتي له هذا الإحساس! فهل هذا صحيح؟ وماذا أفعل من أجل أن أكون على حالتي السابقة؟ فهذا الموضوع يكاد يجعلني أجن، وعند التفكير فيه أحس أنني مفارق الحياة، أرجو منك الإفادة، أفيدوني أفادكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ أحمد السيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الشعور بالموت يلازم بعض الناس، وهو جزء من المخاوف العامة، أو يكون ناتج عن تجربة عاشها الإنسان مثل وفاة عزيزٍ لديه فجأة أو أنه كان يمارضه حتى وقت موته، وفي بعض الحالات يكون ناتج عن حالة نفسية تعرف باسم عُصاب الرهاب، وعصاب الرهاب يظهر في شكل هرع مفاجئ وخوف شديد، يتميز بخفقان في القلب، وشعور بأن المنية قد أوشكت أو أن الموت قد دنا.
هذا ربما يكون من المسببات التي تجعل هذا الشعور.

أيها الأخ أحمد، أنت لا شك مدرك تماماً أن الأعمار بيد الله، والإنسان الذي يأتيه هذا الشعور عليه أن يكون أكثر يقيناً وقوةً من غيره، بأن الأعمار بيد الله، وأن هذا الشعور هو نوع من الخوف ومن الرهاب ومن الوساوس، ويحاول أن لا يعريه اهتماماً، ولكن مثل هذا الشعور أيضاً يشجع الإنسان أن يعمل لآخرته، وأن يكون ملتزماً بعباداته، وأن يكون سائراً على طريق المحجة البيضاء بإذن الله تعالى.

أرجو أن لا تكون وسواسياً في هذا الأمر، وأرجو أن تطرد هذا التفكير، وحين يأتيك هذا الفكر يجب أن تقول : الحمد لله أنا أحيا إن شاء الله حياةً طيبة، وحياةً سعيدة، وأن تسأل الله دائماً حسن الختام.

أعرف أن هذه الفكرة تكون مزعجة للدرجة التي يصعب السيطرة عليها في بعض الأحيان، ولذا سوف أصف لك علاجاً دوائياً سوف يساعد إن شاء الله على اختفائها وإضعافها، ويعرف باسم أنافرانيل، أرجو أن تأخذه بجرعة 25 مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، وهو إن شاء الله مفيد في إزالة هذه المخاوف .

وبالله التوفيق.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أمريكا Essaissi

    نفس الاحساس احسه به منذ اربعة ايام

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً