السلام عليكم.

أنا فتاة في 27 من عمري، أعمل صيدلانيةً، وقد كنت أنهيت تعليمي الجامعي، أحب القراءة والعلم.

تقدم لخطبتي شاب لم ينه تعليمه الدراسي، وتسكن أسرته في محافظة تختلف عن محافظتي.

الشاب يبدو لطيفاً ومحترماً، وقد سأل أهلي عنه، فكان ثناء الناس عليه طيبًا وجيدًا.

ولكني خائفة من الارتباط بشاب غير متعلم، وعنده بعض الأخطاء في الكتابة، ولا نبدو متقاربين من حيث الاهتمامات وغيرها، ووضعه المادي بسيط، ويريد فتاةً تساعده في مصروف البيت، ولكني أشعر أني تقدمت في العمر، ولم يتقدم لي أحد بصفات جيدة.

أشعر بأني أستحق الأفضل، كما أني أشعر بالنقص لأن قريناتي وهن مشابهات لصفاتي تزوجن متعلمين، فماذا أفعل؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شيماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -بنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك حُسن العرض للسؤال، ونحيي تواصلك مع الموقع، ونسأل الله أن يُقدّر لك الخير ثم يُرضيك به.

أرجو أن تعلمي أن الزواج لا يقوم على الشهادات، ولا يقوم على المستوى الذي يعيشه هذا الزوج أو تلك الزوجة، ولكن يقوم أولاً على الدّين، فتقديم الدّين هذا هو الأساس (من ترضون دينه وخلقه)، كما هو توجيه النبي -صلى الله عليه وسلم- للفتاة ولمحارمها، (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه).

ثانيًا: أرجو أن تعلمي أن الرجل ليس بشهاداته، ولكن بحضوره المجتمعي الفاعل، برغبته في الخير، واستعداده أن يتقدّم ويتطور، بمشاركته مع الناس، بشخصيته التي تُميزه.

ثالثًا: أرجو أن تعلمي أن ما حدث عندك من ميل أو قبول وارتياح وانشراح هو قاعدة أساسية للنجاح.

فإذًا هذه الاعتبارات ينبغي أن تهتمّي بها غاية الاهتمام، وبعد ذلك يمكن أن تُناقشي بقية الأمور مع محارمك، وتستمعي لوجهة نظرهم، وتستمعي لتستفيدي من خبراتهم، ونؤكد مرةً أخرى أنك صاحبة القرار، وأنه ليس من الضروري أن تنجح مَن تزوجت من متعلِّم والأخرى لا تنجح.

ومعلومٌ في بلادنا وديارنا أن بعض الذين عندهم علمٌ متوسّطٌ وليس مرتفعًا ناجحين، بل هم نوّاب برلمانيين، بل لهم وضع في مجتمعاتهم وظهور، وأدوار مجتمعية كبيرة، أيضًا هناك من عنده استعداد في أن يتعلّم ويتقدّم، وأنت تستطيعين إذا كان عنده هذا الاستعداد بأن يتقدّم في تعليمه ويطوّر من نفسه.

على كل حال أنت صاحبة القرار، ونحن نميل إلى التركيز على الدّين والأخلاق، ثم ما يحدث عندك من ارتياح وانشراح، وميل إليه، وقبول لشخصيته؛ فإذا وُجد هذا فلا تترددي أبدًا في القبول به، ولا تنظري إلى ما عند الأخريات، بل إن الدراسات تُثبت أن الزواج بين المتقدمين علميًّا والزملاء وأصحاب الشهادات العليا أقلَّ نجاحًا في كثيرٍ من الأحوال؛ لأنه يبعث على التحدّي والندّية، ويكون عنده فرص أن يرى أخريات وترى آخرين، إلى غير ذلك.

لكن على كل حال: أنت صاحبة المصلحة، ونحن نحب أن نؤكد على الدّين والأخلاق، والارتياح والانشراح الذي انقدح في نفسك لمجرد تقدُّم هذا الشاب، ونسأل الله أن يُقدّر لك الخير ثم يُرضيك به.