الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قطعت علاقتي بشاب ولكني أخاف أن يضر نفسه، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة تعرفت إلى رجل عبر موقع التواصل الاجتماعي (الفيسبوك)، وتعلقت به كثيراً، وهو أيضًا تعلق بي، كنا ننفصل ونعود لعدة أسباب، وفي يوم ما تسببت له في مشكلة على برنامج الأنستغرام، فغضب مني كثيراً وقال لي كلمة من الكلام الفاحش، وبعدها طلب السماح فسامحته؛ لأنني شعرت بالذنب، وأقسم لي بأنه لن يعاود لفعلته، لكنه كلما غضب تلفظ بالكلام الفاحش.

أنا حذرته لأنني لا أريد سماع أو قراءة الكلام الفاحش منه؛ لأنه لا يجب أن يقلل من احترامي، وأخبرته بذلك وكررها ثلاث مرات، وفي كل مرة أسامحه وأعطيه فرصة جديدة بسبب حبي له، لكنه كررها مرة أخيرة وقررت الانفصال عنه، وقلت له، ووافق في البداية وبعدها صار يريدني.

لقد تعبت كثيراً وقررت الابتعاد عنه رغم حبي له، لكني خائفة من الله أن يعاقبني لأنني علقته بي وتركته في منتصف الطريق، وخائفة عليه أن يفعل بنفسه أمراً سيئاً، مثل تناول المخدرات، أو الشرب، أو محاولة الانتحار، وإذا فعل ذلك هل أكون أنا المتسببة فيه؟ ماذا علي أن أفعل؟ هل أعود له أم لا؟ أنا حائرة جداً!

أرجوكم: أريد الإجابة، وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سهام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -بنتنا الفاضلة- في موقعك، ونسأل الله أن يهديك لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلَّا هو.

أرجو أن تسمعي نصيحتنا، فأنت في مقام بناتنا وأخواتنا، بدايةً نحذّرك من مواقع التواصل واستخدام الفيسبوك في مثل هذه الممارسات والعلاقات المشبوهة، واعلمي أن هذا ممَّا لا يُرضي الله تبارك وتعالى، والسعيدة مَن وُعظت بغيرها، فما أكثر مَن كانت هذه الشبكات السبب في ضياعهنَّ، ونسأل الله أن يحفظك ويحفظ بناتنا وبنات المسلمين.

ثانيًا: ليس لهذا الفاسق الذي يتواصل معك عقدٌ أو عهد، ولست مسؤولة عمَّا يحدث له، فاقطعي هذه العلاقة رغبةً فيما عند الله تبارك وتعالى، بل اجتهدي في تغيير الأرقام التي عندك، والحسابات التي معك، حتى لا يتمكن من الوصول إليك، وإذا كان هناك صعوبة في هذا، فنحن نبيّن لك أن الأصعب والأخطر والوهم والشر، هو الجري وراء السراب، وفي الاستمرار في مثل هذه العلاقات، التي لا يمكن أن تصل إلى نتائج تُرضي الله تبارك وتعالى.

حتى لو كان يُريدك زوجةً وفيه خير، فعليه أن يأتي إلى داركم من الباب، ويبحث عنك مهما كلّفه ذلك، وعند ذلك ينبغي أن يُقابل محارمك، إن كان قد أحدث توبةً ورجوعًا إلى الله وتميّز بدينه وخُلقه؛ لأن الشرع قال: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخُلقه فزوجوه)، إذا كان يسبّ ويذكر كلامًا فاحشًا، فهذه كلها أمور تدلُّ على أن الوضع لا يُبشِّرُ بخير.

على كل حال: لست مسؤولة عما يحدث منه أو يحدث له، فانجي بنفسك -يا بنيتي-، الإنسان ينبغي أن يهرب بنفسه إلى النجاة، ولست مسؤولة بهداية أحد من الرجال، ولك أن تنصحي الزميلات من الأخوات، أمَّا الرجال فابتعدي عنهم مهما كانت الدوافع، ومهما كانت الأسباب، واعلمي أنه يوجد في الشباب ذئاب، ونسأل الله أن يحفظك ويُعينك على الخير والتوبة والرجوع إلى الله تبارك وتعالى.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً