الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخطأت مع زميلي وأخشى الفضيحة ومعرفة أهلي بذلك!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة بعمر 22 سنة، وفي السنة الأخيرة في كلية طب الأسنان، لدي زميل يحبني وأحبه كثيرًا، وأهلنا يعلمون بذلك، واتفقنا على الخطبة بعد انتهاء السنة الأخيرة -إن شاء الله-.

علاقتنا بريئة ومليئة بالاحترام، رغم أنها الآن أكملت ثلاث سنوات، ولم يحدث تجاوزات، ما عدا مسك الأيادي، وفي الأمس أخطأنا ببعض التصرفات وتم ضبطنا، ولا أعلم هل ذلك إشارة على حب الله لنا أم غضبه علينا؟ شعرنا بالذنب والخوف الشديد، ورجعنا إلى منازلنا بعد تصوير إثباتاتنا الشخصية، وإمضاء إقرار على أنفسنا بعدم تكرار ذلك، لأول مرة في حياتنا ندخل في موقف محرج بسبب تهورنا، ووساوس الشيطان.

تبنا إلى الله واتفقنا على عدم تكرار ذلك، ودعونا الله واستغفرناه وصلينا، ولكن الموقف لا يفارق ذهني، وأخاف من الفضيحة بعد ذلك الإقرار، وأنه سيؤثر على سمعتنا ومستقبلنا في آخر سنة لنا في الجامعة، وسيؤثر بالسلب على علاقتنا وزواجنا المستقبلي القريب -إن شاء الله- لو عرف أهلنا، فهم على علم بعلاقتنا، ولديهم ثقة كبيرة بنا.

نحن حقاً تبنا توبة نصوحاً، ولكن الشعور بالفضيحة يجرني للهم، حيث إني أعاني من اضطراب وكثرة التفكير مؤخراً؛ بسبب ضغوط الدراسة، فهل فعلاً الله يكرهني أم أنها إشارة من الله لأنه يحبنا فعلاً؟ قلبي يتقطع خوفاً، أرجو منكم سرعة الرد والإفتاء في موقفي، فوالله أشعر أنه سيحدث لي شيء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يعفو عنك، وأن يغفر لك، وأن يسترها عليك في الدنيا والآخرة، إنه جواد كريم.

أختنا الكريمة: ما حدث منك ومن الشاب لا يجوز شرعاً، وقد تجاوزت ما حده الله تعالى، ولا يبرر هذا الحرام من الحديث أو مسك اليد أو ما حدث مؤخراً، لا يبرر كل ذلك معرفة الأهل بأنكم ستتزوجون؛ لأن الشاب أجنبي عنك، وكم كنا نتمنى -أختنا- أن تلتزمي منهج الشرع، وأن تبتعدي عن أي علاقة حتى تنتهي دراستك، ويعرف زوجك ساعتها من أنت التزاماً وصلاحاً وتقوى.

أختنا: دعينا نخبرك كذلك بأن الله إذا أحب عبده منعه المعصية، وإذا سقط من عين الله تركه ومعصيته، وما حدث معك ومع الشاب نرجو أنه دليل على محبة الله لك، وأن الله يريد لك الخير، فافهمي الرسالة من الله، وأحسني ما بقي لك.

أختنا: إننا ندعوك إلى التوبة الصادقة، ومن تمام التوبة: الابتعاد عن الشاب حتى يأتي اليوم الذي يدخل بيتك فيه خاطباً، ويتم القبول عليه من قبل أهلك، ساعتها -أختنا- يتم البناء الصحيح على قواعد صحيحة.

أختنا: نريدك اليوم أن تهتمي بدراستك فقط، وأن تتخرجي في كليتك وبمعدل مناسب، فهذا هو الهدف الرئيس -بعد التوبة- أمام عينيك، واعلمي أن أي تهاون بعد ذلك بينك وبين الشاب ستكون عواقبه وخيمة على مستوى تدينك، وعلى مستوى نفسيتك، وقد يكون على المستوى العام -نعني الزواج-، وما ستره الله اليوم قد يكشفه غداً إذا لم ينتبه العبد لرسالة الله تعالى.

أختنا: ما تم توقيعه في الجامعة لا شك أنه أمر سيئ، لكن اعلمي أن هذا التعهد لا يسمح أبداً بتداوله، والرقابة عليه شديدة، فلا تخافي ولا تضطربي، لكن اعلمي أن تكرار هذا الأمر قد يضعك وأهلك في موقف أنت في غنى عنه، وأهم من ذلك قد يسقطك من عين الله، فانتبهي.

نصيحتنا لك: قطع العلاقة مع الشاب حتى يأتي إلى أهلك، والتفرغ للدراسة، والإكثار من الدعاء أن يتوب الله عليك، والمحافظة على أذكارك، والتقرب إلى الله بالطاعات، هذا هو الطريق إذا أردت النجاة، واعلمي أن الشيطان سيأتيك مرغباً للعودة أو مرهبًا لك بدعوى أن الشاب قد يبحث عن غيرك، أو أنك إن لم تتواصلي معه سيقل اهتمامه بك، وحرصه على الزواج منك، تلك كلها أوهام وخطوات الشيطان للإيقاع بك، فالزوج المقدر لك في علم الله سيكون بحرص منك أو بغير حرص، وما لم يقدره الله لن يكون ولو اجتمع أهل الأرض في إتمامه، فاطمئني واهدئي، واعلمي أن الله لا يقدر لعبده إلا الخير.

أما الشاب فمن الجيد أن يعلم أن توبتك صادقة، وأنك لست فريسة سهلة؛ حتى لا يبدأ مسلسل الشك فيك بعد الزواج، خذي نصيحتنا -أختنا-، واقطعي العلاقة مع الشاب إلى أن يأتي للخطبة، ولا بأس من التواصل مع عائلته، وإرسال الرسائل الإيجابية بين أهلك وأهله، لكن بعيداً عنك.

نسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً