الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كلما ثار خلاف بيني وبين زوجتي طلبت الطلاق، فكيف أتصرف معها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أنا شاب، عمري 24 سنة، تزوجت من رضيت بها ديناً وتربية وجمالاً وخلقاً، وعندما تزوجنا بدأت المشاكل، فهي تعمل أغلب أيام الشهر.

علماً بأني القائم على البيت من مصروف، فهي تخرج من البيت لأعمالها، ولمواعيدها ولصلة أقاربها من دون استشارتي وإعلامي، ولا تلبي رغبتي بالجماع؛ لأنها أغلب الأوقات في العمل وعندما تعود تكون متعبة، وبسبب مانع الحمل الذي تأخذه يؤثر على نفسيتها وعلى صحتها، وكلما دب الخلاف ساء خلقها، مع أني لا أضربها ولا أشتمها، وكلامي فحواه كله للإصلاح، ولكنها كلما دب الخلاف طلبت الطلاق، وتشير في حديثها أنها لا تحبني.

أنا صابر على كل شيء، فأنا أطلب الطعام الجاهز، وأعمل كثيراً لأن مصاريف البيت عالية، وهي لا تساعدني، ومالها كله يذهب لها لمتعتها ولأهلها، وهي تصلي وتخاف الله ومرضية للأهل، ولكن لا تعيرني أي اهتمام، وعندما أناديها لا تجيب، وعندما أكلمها تسكت.

سؤالي: ما التصرف الصحيح تجاهها؟ فلقد شكوتها لأهلها ولم تتغير، وأنا صابر على ما ابتليت به، ولكن ضغوط العمل وعدم راحتي في بيتي أثرت على صحتي وعلى نفسيتي، حتى إني لا أجد وقتاً لشيء سوى العمل والنقاش معها، عسى الله أن يجد لنا مخرجاً، وحتى رغبتي بالإنجاب تم رفضها منها ومن أهلها، وقالوا بأني الذي وعدت بهذا عند الزواج، بأني لا أريد الإنجاب أول خمس سنوات، ولكن هذا غير صحيح، وعندما جاء المأذون وسألها عن شروطها وقت عقد القران، قالت: ليس عندي أي شروط.

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يهدي زوجتك لأحسن الأخلاق والأعمال فإنه لا يهدي إلى أحسنها إلا هو.

إذا كانت هذه الزوجة متدينة فإن التدين لا يكتمل حتى تطيع زوجها، فإن طاعة الزوج من طاعة الله الذي أمر الزوجة بأن تطيع زوجها في المعروف، وهذا المعنى أرجو أن يكون واضحاً أمامها، بل ينبغي أن تعرف أن التدين الحق لا يتحقق إلا بهذا، قال ربنا العظيم: (فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله)، ولن تطيع المرأة ربها حتى تطيع زوجها في كل ما يأمرها به من الطاعات، فبداية نتمنى أن تصحح عندها مفهوم التدين، والأفضل من ذلك أن تجعلها تتواصل مع موقعك حتى نسمع ما عندها، ونناقشها عن علم بناءً على التصورات الموجودة عندها.

نحب أن نؤكد أيضاً أن مسألة البحث عن أسباب هذا النفور، ومناقشتها والاستماع لكلامها، الاستماع لأسباب رفضها للعلاقة، هذه أمور تحتاج منك إلى بحث، ونتمنى أيضاً إذا تواصلت معنا وعرضت ما عندها فهذا هو الأكمل، وأفضل من ذلك أن تقوم بعرض استشارة موحدة تعرض فيها مخاوفها، تعرض فيها أسباب هذا النفور الذي يحدث، تعرض فيها أسباب تقصيرها، وهل هي معترفة بالتقصير؟ هل هي نادمة؟

حتى يحصل هذا وتتضح الصورة أمامنا، نتمنى أن تحاول حشد ما فيها من الإيجابيات، فإننا سمعنا وقرأنا سلبيات رغم أنها صاحبة دين وتربية وجمال وخلق، اجتمعت فيها أشياء جميلة جداً إلا أن الممارسة تختلف، وعندما تختلف الزوجة بعد الزواج ينبغي أيضاً أن نسأل أنفسنا يا ترى ما هو السبب؟ وهي التي أيضاً ينبغي أن تساعدنا بما عندها، ونسأل الله أن يعينكما على الخير.

على كل حال ليس في الشرع ما يلزمك بأن تطيل الصبر والانتظار، ونحن في زمان الفتن، لكن أيضاً ما ينبغي أن تتعجل، والإنسان ينبغي أن يدرس أي قرار دراسة عميقة جداً، وإذا كان أهلها لم يقدموا ولم يؤخروا فأرجو أن تلجئوا إلى جهات متخصصة، وجهات محايدة، جهات فيها إرشاد أسري، ونحن في موقعك نرحب بك وبها حتى نصل إلى الحلول المناسبة.

نشكر لك الاهتمام والتواصل، ونحيي صبرك واحتمالك لما يحدث، ولكن عليها أن تدرك أن حبال الصبر لن تطول، والشريعة لم تفرض عليك ما تضيق به على نفسك، بل الإنسان ينبغي أن يجتهد في أن يسعد نفسه ويسعد زوجته.

نسأل الله أن يعينها على تفهم معاني العلاقات الزوجية، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً