السؤال
جزى الله العلماء الأفاضل خير الجزاء، على تفضلهم بالإجابة عن أسئلتنا، وجزاكم الله خيرًا، قال تعالى: (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ).
تقدمت لخطبة فتاة، تحدثت مع والدها أولاً، ثم قمت بالرؤية الشرعية بحضور محارمها مرتين، وكانت حريصة على أن أستأذن والدها للتواصل معها.
قبل الخطبة توفي ابن عمها وخالها، فأجلنا الخطبة دون تحديد تاريخ معين، خلال هذه الفترة علمت أنها أحيانًا عند عودتها من العمل، تركب هي وزميلتها في سيارة زميلها لإيصالهم.
علمًا بأن للشركة حافلة خاصة بالعمال، نصحتها أن تركب في الحافلة، وهي تعرف أنه أجنبي عليها، قلت لها: لو كنتُ مكانه، هل ستركبين معي؟ قالت: لا أنت أجنبي، والواجب عليها ركوب الحافلة، لكن لم أر تغيرًا.
نفس زميلها هذا، أعد لها عيد ميلاد في الشركة صحبة إحدى زميلاتها، شموع وحلويات، وقد أبدت فرحها بذلك، وقالت في الأول إن زميلتها أعدت كل شيء، ثم أخبرت أن زميلها هو من كان حريصًا مع زميلتها على ذلك.
الغريب في الأمر أنه قبل أيام من تاريخ عيد ميلادها، سألتها: إن كانت تحتفل بعيد ميلادها فقالت: لا، سألتها ان كانت تقبل مني هدية فأخبرتني أنني أجنبي عنها، وقالت يمكن تأجيل الهدية بعد الخطبة، سألتها من باب أن أعرف رأيها فقط.
شيوخنا الأفاضل: أعتذر عن الإطالة، أنا في حيرة من أمري حين أرى هذا التناقض بين الأقوال والأفعال، بين أن تقول لي إنني أجنبي عنها، ولا تقابلني إلا بوجود محرم، وبين أن تتنقل في سيارة زميلها، ومن ناحية أخرى بين أن تعلمني أن الاحتفال بعيد الميلاد لا يجوز، وأنها لا تقبل مني هدية قبل الخطبة، وأنني أجنبي عنها، وبين أن تقبل بهدايا زميلها وزميلتها بإحضار الشموع، والحلويات للاحتفال بعيد ميلادها.
نصحتها فقالت: "ربي يغفر لي" وقالت أيضًا: "أعتذر؛ لأنني خيبت آمالك، كنت تتصورني في صورة، فوجدتني شخصًا آخر".
حتى لا أظلمها نقلت لكم جوابها حرفيًا، وأنا غير مرتاح، فماذا أفعل؟
أفيدونا جزاكم الله خيرًا.