الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف يمكنني التخلص من اليأس والإحباط، واغتنام الوقت؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عندي مشكلة إدمان العادة السرية منذ عمر 13 سنة، والآن عمري 20 سنة، أتوب كثيراً، وأرجع لها كثيراً -والحمد الله- بدأت بداية جديدة أمس، أنا لي تجارب عديدة في التعافي، والأعراض الانسحابية، حاربت اليأس والاكتئاب وقلة الحيلة كثيراً، خلال أيام التعافي السابقة، ولكن لأني استنفدت قوتي، أريد حلاً للإحباط الشديد الذي أصابني، والاكتئاب والصداع المستمر، والأفكار السلبية، أعلم أن هذه أعراض انسحابية، ولكن تعبت من تحملها! تعبت من شعور الإحباط واليأس الذي أحس به! تعبت من قلة حيلتي بسبب ضعف تركيزي! وأني لا أستطيع أن أطور ذاتي وأدرس، وأتعلم الأشياء التي أريد أن أتعلمها، تعبت من الضيق في قلبي، أحس بضيق وغمة شديدة، وكثرة تفكير!

أحس بوجود أصوات كثيرة في مخي، ورهاب اجتماعي، وأعلم أن هذا من الأعراض الانسحابية، ولكني تعبت من تحملها، تحملتها كثيراً وكثيراً، وأيضاً المشاكل العائلية المستمرة بين الوالد والوالدة، زادت الطين بلة.

أريد دواء نفسياً، وليس إدمانياً، يساعدني في رحلة التعافي، أريد فقط أن أشعر بالهدوء من الأصوات والتفكير االمستمر، أريد الراحة، وتحسين المزاج والتركيز.

وشكراً لكم مقدماً، ولكم مني فائق الاحترام.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرًا على رسالتك واستشارتك هذه، والتي ذكرت فيها أنك كنت مدمنًا على العادة السرية، وأنك حاولت أن تقلع عنها وتتوب منها، وذكرت في رسالتك أنك تعاني من بعض الأفكار السلبية، والتي تعتبرها أعراضاً انسحابيةً، ورغم أنك كنت تحاول أن تتغلب عليها إلَّا إنه -حسب رسالتك- يبدو أنها قد صارت شديدة، وأصبحتَ تعاني منها، وفقدت سيطرتك على التحكم فيها.

أولًا: أهنئك أنك حاولت التخلص من هذه العادة؛ لأنها أيضًا لها آثار صحية على الجسد وعلى الروح وعلى النفس، والتخلص منها هو أحد الخطوات الهامّة في حياة الإنسان.

ثانيًا: موضوع القلق والخوف والأفكار السلبية، قد تحدث كثيرًا لأسباب مختلفة، ذكرت منها بعض المشاكل العائلية، وهذا أيضًا يحدث بشكل كبير.

ثالثاً: موضوع العادة السرية، حتى لا تعود إليها مرة أخرى، من المهم جدًّا إذا أردت أن تعدّل الكثير من الأشياء في حياتك، أن تبدأ بالأشياء الرئيسية في حياتك، ما هو دورك الآن؟ هل أنت تعمل؟ إذا كنت تعمل فركّز على حياتك العملية، وتطوير حياتك العملية، وإذا كنت تدرس ركّز على حياتك الدراسية، وتطوير نفسك، وابذل جهداً أكثر في الدراسة.

كما أنصحك بالاهتمام بالجوانب الصحية العامة، والاهتمام بالرياضة، والاهتمام بالجوانب الأخرى في حياتك، تستطيع من خلالها زيادة ثقتك بنفسك، والتعافي من خلال ممارسة بعض الأنشطة الاجتماعية، والأنشطة الثقافية الأخرى، أو الاهتمام بالأشياء التي تحبها، والتي تمارسها مع أصدقائك وزملائك، سواء كان في العمل أو خلافه.

من المهم جدًّا إذا أردت أن تُغيّر وتُحسّن من مزاجك، أن تهتمّ بالجوانب الروحية والنفسية في حياتك، إدخال بعض البرامج الدينية والترفيهية والتعليمية، وإذا كانت هناك صعوبة في ذلك، فالبدء بحضور بعض المحاضرات أو الندوات، أو الدروس الدينية في المساجد، وقليلًا قليلًا الانخراط في مثل هذه الأنشطة، سيساهم كثيرًا في بناء تفكيرك وشعورك بالهدوء، والخروج إلى الراحة وتحسين المزاج.

إذا أحسست أنك محتاج أن تقابل أخصائياً نفسياً، فنصيحتي لك أن تبدأ -ليس باستعمال أدوية أو عقاقير في هذه المرحلة- باستخدام بعض أنواع العلاجات النفسية، مثل: العلاج النفسي الفكري السلوكي، والتي تساهم في طرد الأفكار السلبية، وتغييرها إلى أفكار إيجابية، وبالتالي تغيير السلوك من خلال هذه العملية النفسية، وهذا العلاج نجاعته تساوي نجاعة الأدوية النفسية، ويمكنك الانخراط في هذا العلاج من خلال زيارة أحد الاختصاصيين النفسيين، وسيكون فيه فائدة كبيرة لك، ليس فقط على مستوى الأعراض التي ذكرتها، وإنما على مستوى إعادة ثقتك بنفسك، والانخراط في حياتك العامّة، بعيدًا عن هذه الأفكار السلبية والعادات الضارة.

وفقك الله.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً