الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لم أعد أطيق العلاقة الزوجية وأخشى من غضب الله بسبب تمنعي!

السؤال

السلام عليكم

أنا سيدة متزوجة، وبعمر 59 سنة، وزوجي بنفس العمر، ولي 3 أولاد أصغرهم تخرج من الجامعة، لم أعد أطيق العلاقة الزوجية، وزوجي يعلم ذلك، ولكنه مصر على حقه.

أصبح هذا الشيء يسبب لي أذىً نفسياً، وفي نفس الوقت أخاف من غضب الله علي بسبب تمنعي، وهذا الإحساس يلازمني، وهو خوفي من الله، فهل أنا مذنبة؟

يعلم الله أن هذا الأمر جديد في مرحلتي العمرية الحالية، ما كنت مقصرة مع زوجي من قبل، وزوجي ظروفه المادية لا تسمح له بالزوجة الثانية، بالرغم من ذلك لمحت له أنه من حقه أن يتزوج، ولكن الموضوع بالنسبة له غير وارد، حتى في التفكير، وينظر إلى عدم رغبتي وعرضي عليه الزواج بأخرى إهانة له، لأنه شخص عنده حب تملك.

أنا أريد أن أرضي ضميري، وأخاف الله سبحانه وتعالى وأخشى غضب الرب، ولكن الأمر خارج عن استطاعتي، لدي نفور تام وأذى للنفس، فهل أنا مذنبة؟ أرجو المساعدة.

جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -أختنا- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يعينك على القيام بما عليك تجاه هذا الزوج، وأن يعينك على طاعة الله، وتعوذي بالله من شيطان لا يريد لنا الخير.

اعلمي أن أداء حق الزوج، هو طاعة لخالق الزوج، وخالق الزوجة، وتذكري أن الجنة مهرها غال، وأن ما عند الله تبارك وتعالى لا ينال إلا بطاعته، وإذا كان لهذا النفور الحاصل أسباب، فأرجو أن تزال الأسباب، كوني واضحة مع زوجك، واجتهدي في أن تعيشي معه تلك اللحظات، وإذا كان هناك نفور نفسي فأرجو إزالته.

إذا كان الزوج لا يهتم بنظافته، أو لا يؤدي العلاقة بطريقة صحيحة، أو لا يوصلك إلى ما تريدينه فعليك أن تكوني معه واضحة، وساعديه وساعدي نفسك على بلوغ العفاف، واعلمي أن حاجة الرجل لا ترتبط بعمر معين، كما أن دعوتك له إلى أن يتزوج في لحظات رغبته فيك، مما يؤثر على الزوج.

عليه أرجو أن تجتهدي في تحسين هذا الوضع، وفي الدخول إلى هذه العلاقة على أنها طاعة لله، وعليك بإزالة العوائق النفسية، وإزالة أسباب هذا النفور، إن كانت منك أو منه، واعلمي أن الاستعداد النفسي له أثر كبير، إذا تهيأت وحرصت على أن تجعلي هذا الأمر رضاً لله تبارك وتعالى، فإن الأمر سيكون سهلاً، ونحن في شهر رمضان نترك طعامنا وشرابنا ونتحمل الجوع والعطش من أجل أن نرضي الله.

مهر الجنة غال، فاجتهدي في أن تكوني له مواتية، وموافقة، ولا تظهري له هذا النفور، ونكرر دعوتنا لك إلى البحث عن الأسباب، إن كانت هناك أسباب ظاهرة فنزيل هذه الأسباب، وإن لم تكن هناك أسباب ظاهرة، فأكثري من قراءة المعوذات وسورة الإخلاص، في الصباح والمساء، واظبي على أذكار الصباح والمساء، واقرئي عن نفسك الرقية الشرعية، واطلبي رضوان رب البرية سبحانه وتعالى.

تذكري أن الذي يريد أن يحول بين الحلال وبين الحرام هو الشيطان، وأن الذي يجلب لنا الهموم والأحزان هو الشيطان، قال العظيم: (إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا)، فعاملي عدونا بنقيض قصده، ولا مانع من أن تبدئي بالمجاملة، ثم اجتهدي في تحويل ذلك إلى سعادة لتشتركي فيها مع زوجك، كوني معه صريحة، اطلبي منه أن يؤدي العلاقة بالطريقة التي توصلك إلى السعادة، لأن من أهداف الحياة الزوجية أن يحرص كل طرف على إعفاف الشريك.

نسأل الله أن يعينك على الخير

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً