الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تحدثت مع فتاة عبر النت وأود خطبتها، فما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تحدثتُ مع فتاةٍ وتعرّفنا إلى بعضنا صدفةً عبر الإنترنت، وكلامنا في الحدود الطبيعية، ونيتي التحدث معها حتى أتمكن من خطبتها، فهل في كلامنا شيءٌ من الإثم أم لا؟ مع العلم أننا نعين بعضنا على الصلاة وطاعة الله سبحانه وتعالى.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ولدنا الحبيب- في استشارات إسلام ويب، نشكر لك حرصك على الوقوف عند حدود الله تعالى، ونسأل الله تعالى أن يجعل ذلك سببًا لسعادتك وتقدير الخير لك، فإنه من يتق الله يجعل له من أمره يُسرًا، ومن يتق الله يجعل له مخرجًا، ويرزقه من حيث لا يحتسب، فتقوى الله دائمًا مفتاح للسعادة في الدنيا والآخرة، فنسأل الله أن يُقدّر لك الخير، ويُعينك على أسباب العفاف.

وأمَّا الكلام مع المرأة الأجنبية -أيها الحبيب- فإنه قد يتخذه الشيطان سببًا وطريقًا للإغواء بما هو أبلغ منه وأشد، ولهذا جاء الشرع الإسلامي الحنيف بجملة من التوجيهات في كلام الرجل مع المرأة، ومن ذلك قول الله تعالى: {فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض}، ونهى العلماء المرأة أن تجهر بالقرآن أو بالأذكار إذا كان يسمعها رجلٌ أجنبي، حتى لا تحصل فتنة بصوتها.

وكَرِهَ كثيرٌ من العلماء أن يبدأ الرجل بالسلام على امرأة أجنبية، مع أن السلام عبادة مطلوبة، وحرّم كثيرٌ من العلماء أن تبدأ المرأة بالسلام، كلُّ هذا سدًّا لأبواب الشرِّ، وقطعًا للوسائل والذرائع التي قد يستعملها الشيطان للإغواء، والشيطان حريص كل الحرص على استغلال هذه الغريزة، ولذلك قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ما تركتُ بعدي فتنةً أضرَّ على الرجال من النساء".

فنصيحتنا لك -أيها الحبيب- أن تقطع التواصل بهذه المرأة، وإذا أردت دوام التواصل فيمكنك أن تجعل التواصل معها عن طريق بعض محارمك: أخواتك، أُمّك، ونحوهم، فهذا خيرٌ لك في دينك وفي آخرتك ودنياك، وخيرٌ لهذه الفتاة، وننصحك ونوصيك بالمسارعة والمبادرة إلى عقد النكاح، فاستعن بالله ولا تعجز.

نسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً