السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعاني من مشاكل زوجية، وأول أسبابها: صداقات زوجي مع النساء، بالإضافة إلى خلافاتي مع أهله، وقد أصبحت علاقتنا فاترة، إذ بات يُشعرني دائمًا أن علاقته بي من باب إرضاء الله فقط، وأنه يمنحني حقي الشرعي لإرضاء الله، وليس لوجود علاقة بيننا، وأنا لم أعد أطيق ذلك.
كما أنه يُلقي بكامل مسؤولية الأبناء عليّ، فأنا من تتولى شؤون المنزل، بينما يكتفي هو بتأمين المال فقط، وأنا أقوم بكل شيء.
وازدادت المشاكل بيننا بسبب أهله، وهو لا يقف إلى جانبي أبدًا، فهم يأتون إلى منزلنا دون أن يسلّموا عليّ، ومع ذلك أطبخ لهم، وأنظف، وأقوم بكل ما يتعلق بهم، ورغم ذلك يعاملونني بإهانة وقسوة، وزوجي كأنه لا يرى ولا يسمع ما يفعلونه بي.
ومع تحمّلي لمسؤولية الأبناء وحدي، بدأ ضغطي يرتفع كثيرًا بسبب التوتر المستمر في المنزل، فطلبتُ الطلاق، ولكنه سافر بعدها، وتوقّف عن الردّ عليّ حتى في الأمور الخاصة بالأبناء، واكتفى بالرد على أولاده فقط عبر هواتفهم، رغم أنه يرسل مصاريف المنزل بانتظام.
ثم علمتُ أنه تزوّج في البلد الذي سافر إليه من امرأة أخرى، وكان يُشعرني بأنها أفضل مني بكثير، وأنني لا أساوي حتى ظفرها، فطلبتُ الطلاق مجددًا، طلّقني هذه المرة أمامها.
لقد شعرتُ براحة كبيرة بعد الطلاق، ورأيتُ أنه كان الحل الأفضل مقارنةً بما كنت أعيشه من مشاكل وضغوط، لكن بعد الطلاق ازدادت المشاكل بيننا، لأن العديد من المعارف بدؤوا يسألونه هو وأهله عن سبب ما فعلوه بي، خصوصًا أنني معروفة بين الناس، ومحبوبة من الجميع، حتى من بعض أفراد عائلته، باستثناء أهل بيته (والدته وأخواته)، بسبب المشاكل السابقة بيننا.
فما كان منه إلا أن ردّني إليه برسالة نصية عبر الهاتف، دون علمي أو استشارتي، وقد انهرتُ، لأنه لم يعتذر لي، ولم تُحلّ أي من المشاكل بيننا، وازداد ارتفاع ضغطي بسبب التوتر، وخفتُ على نفسي وأولادي، وتساءلت: من سيتحمّل مسؤولية أبنائي إن أصابني مكروه بسبب المرض؟ فطلبتُ منه الطلاق مجددًا، رأفةً بصحتي، ولأنه لم تعد بيننا مودة ولا معروف.
فرد قائلًا: لن تشمّي رائحة الجنة، مبرّرًا ذلك بأنه غير مقصّر معي، لأنه يرسل المصاريف الشهرية بانتظام، كما أخبرني أنه لا يستطيع الرجوع من بلد المهجر؛ لأنه يُنفق على أهله، وليس لديه ما يكفي للسفر.
مع العلم أنني لا أرغب برؤيته أو حضوره أصلًا، خاصة وأنه يُفهمني أن حقي الشرعي لا يأتي من رغبة فيه ولا مني، بل فقط لإرضاء الله.
وتارةً أخرى يقول لي: لن أطلّقك، اعتبريني قد أرجعتكِ ضرارًا وتعليقًا لكِ وتأديبًا لتربيتك، وأنا أرجوه أن يطلّقني، لأنه لم يعد بيننا سوى الأولاد، وحتى حين يتصل، يقول لي: اكتبي فقط، لا أريد سماع صوتك، حتى الكلمة الطيبة باتت مستحيلة بيننا.
ولا أخفيكم، من شدّة القهر والانكسار والحزن على نفسي، بدأتُ أشتمه أحيانًا، فيشتمني بدوره، ويغلق الهاتف في وجهي، ولا يتواصل معي بعدها إلا لأمور تتعلّق بالأبناء.
أرجو أن أعرف: هل طلبي للطلاق في هذه الحالة يُعدّ خطأ؟ مع العلم أن صبري قد نفد، وأصبحت أشعر بالاكتئاب مما أمرّ به، وأدعو الله ليلًا ونهارًا عليه وعلى أهله.