السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أمي –رحمها الله– كانت تبلغ من العمر 75 عامًا، وبدأت تعاني من أعراض الزهايمر منذ عام 2013، حيث ظهرت عليها علامات النسيان وتكرار الكلام، وبدأت رحلة العلاج في عام 2017 واستمرت حتى وفاتها المفاجئة منذ 3 أشهر.
يعلم الله أني لم أدخر جُهدًا في رعايتها، ولو خُيّرت أن أعطيها من صحتي لتُشفى لما ترددت لحظة واحدة.
كانت تأخذ أدوية متعددة، منها (زاليرتو 10، رانيكسا 375، نيكسيوم 20، جانتون 10، سيكودال 1 مل، إكسيلون 3، ميمكسا 10)، بالإضافة إلى التغذية الصحية، وشرب المياه بانتظام، وإجراء التحاليل الدورية.
في آخر عامين من حياتها، أصبحت كأنها تمثال، لا تتكلم إلَّا إذا حضرت نوبات الذُهان ليلًا قبل النوم، ثم تزول بعد أخذ الدواء، ولم تكن تتحرك إلَّا على كرسي متحرك، ولا تحرّك أي عضو سوى عينيها أو قدميها عندما تريد قضاء الحاجة.
كانت تحاليلها قبل الوفاة بشهر ممتازة: وظائف الكلى والكبد، صورة الدم الكاملة، معدل الترسيب، السكر التراكمي "صائم وفاطر" (CRP)، و(D-Dimer)، وكانت الدهون الكلية مرتفعة قليلًا (249)، والـ (LDL) كان (167)، بينما الدهون الثلاثية كانت طبيعية، وHDL Risk Factor في النطاق المتوسط.
لم تكن تعاني من ضغط الدم إلا سابقًا، كما كانت تعاني من تضخم في القلب، وقد توقف علاجها بعد انخفاض وزنها، وانتظام ضغطها بسبب استقرار حالتها.
استمرت على جميع الأدوية ما عدا أدوية الزهايمر، والتي كانت تُعطى للوقاية من الجلطات وقصور الشريان التاجي.
في صباح يوم وفاتها قدّمتُ لها كعادتي نصف كوب ماء فاتر قبل الإفطار، وغبتُ عنها قليلًا، ثم عدت فوجدتها تهز رأسها، وعيناها مفتوحتان، دون أي ملامح ألم على وجهها، لكن كانت تصدر أصوات طقطقة من فمها، وظهرت رغوة في حلقها.
رفعتُ قدمها لأعلى فوجدت جسدها مرتخيًا تمامًا، وحاولت إيقاظها، لكنها كانت تحدق ببصرها إلى السماء، فأضجعتها مجددًا، ثم أصدرت تنهيدة قوية، وأغمضت عينيها، وظلت تلهث حتى لاحظتُ توقف قلبها.
استدعيتُ المسعف، فقام بمحاولة الإنعاش عبر الضغط على صدرها 4 ضغطات، لكن دون جدوى، فهل أنا مقصّر بحقها؟ وهل ارتكبتُ أي خطأ في حقها دون أن أدري؟